للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسّم

وما أجمل قول أبي فراس الحمدانيّ وقد سلك مسلكا آخر فقال:

مسيء محسن طورا وطورا ... فما أدري عدّوي أم حبيبي

يقلّب مقلة ويدير طرفا ... به عرف البريء من المريب

وبعض الظالمين وإن تناهى ... شهيّ الظلم مغتفر الذنوب

وولع البحتريّ بهذا الفن فقال:

عيّرتني بالشيب من بدآته ... في عذاري بالهجر والاجتناب

لا تريه عارا فما هو بالشيب ولكنه جلاء الشباب

وبياض البازيّ أصدق حسنا ... إن تأمّلت من سواد الغراب

وقال في المعنى نفسه وأجاد:

عذلتنا في عشقها أمّ عمرو ... هل سمعتم بالعاذل المعشوق؟

ورأت لمّة ألمّ بها الشّيب فريعت من ظلمة في شروق

ولعمري لولا الأقاحي لأبصر ... ت أنيق الرياض غير أنيق

ومزاج الصهباء بالماء أولى ... بصبوح مستحسن وغبوق

وسواد العيون لو لم يكمّل ... ببياض ما كان بالموموق

أيّ ليل يبهى بغير نجوم؟ ... وسماء تندى بغير بروق؟

<<  <  ج: ص:  >  >>