للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢- فن الاستدراك والرجوع:]

وهو الكلام المشتمل على لفظة «لكن» ، وهو قسمان: قسم يتقدم الاستدراك فيه تقرير، وقسم لا يتقدمه، ومن القسم الثاني قوله تعالى: «فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى» ، فقد أتى الاستدراك في هذه الكلمات في موضعين كل منهما مرشح للتعطف، فان لفظة تقتلوهم وقتلهم، ورميت ورمى، تعطف.

وهذا أقرب استدراك وقع في الكلام لتوسط حرفه بين لفظي التعطف في الموضعين. وسيأتي مثال القسم الأول قريبا.

ومما ورد منه شعرا قول أبي الطيب:

هم المحسنون الكرّ في حومة الوغى ... وأحسن منه كرّهم في المكارم

ولولا احتقار الأسد شبّهتها بهم ... لكنّها معدودة في البهائم

وما أحسن قول بعضهم في الرأس المصلوب على الرمح:

وعاد لكنّه رأس بلا جسد ... يمشي ولكن على ساق بلا قدم

إذا تراءى على الخطي أسفر في ... حال العبوس لنا عن ثغر مبتسم

<<  <  ج: ص:  >  >>