للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه. وأنشد الحاتمي عن علي بن هارون عن أبيه عن حماد عن أبيه اسحق بن ابراهيم الموصلي:

جعلنا السيف بين الخدّ منه ... وبين سواد لمته عذارا

فأشار الى هيئة الضربة التي أصابه بها دون ذكرها إشارة لطيفة دلت على كيفيتها وانما وصف أنهم ضربوا عنقه. ومن أنواع الاشارة التفخيم والإيماء فأما التفخيم فكقول الله تعالى «الحاقة ما الحاقة» وقول كعب بن سعد الغنوي:

أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ... ولا ورع عند اللقاء هيوب

وأما الإيماء فكقوله تعالى «فغشيهم من اليم ما غشيهم» فأومأ الى ما غشيهم وترك التفسير وتقدم ذكره بعنوان الإبهام، وقال كثير صاحب عزة:

تجافيت عني حين لا لي حيلة ... وخلفت ما خلفت بين الجوانح

فقوله «خلفت ما خلفت» إيماء مليح.

ومن أنواع الاشارة الرمز كقول أحدهم يصف امرأة قتل زوجها وسبيت:

عقلت لها من زوجها عدد الحصى ... مع الصبح أو مع جنح كل أصيل

<<  <  ج: ص:  >  >>