للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيت أبي الطيب المتنبي:]

ومن المعنى الدقيق في هذا الصدد قول أبي الطيب المتنبي في مديح عضد الدولة:

لو فطنت خيله لنائله ... لم يرضها أن تراه يرضاها

وهذا يستنبط منه معنيان ضدان: أحدهما أن خيله لو علمت مقدار عطاياه النفيسة لما رضيت له بأن تكون من جملة عطاياه، لأن عطاياه أنفس منها. والآخر أن خيله لو علمت أنّه يهبها من جملة عطاياه لما رضيت ذلك إذ تكره خروجها عن ملكه.

[وبين الحقيقة والمجاز:]

وهذا كله لا يعدو الحقيقة، فإذا احتمل الحقيقة والمجاز وتجاذباه، بلغ أسمى درجات الإعجاز، وسيأتي في مواطنه. ولكننا حرصا على إتمام البحث نورد مثالا واحدا من الشعر، وفيه نرى المعنيين مجازيين كقول أبي تمام:

قد بلونا أبا سعيد حديثا ... وبلونا أبا سعيد قديما

ووردناه ساحلا وقليبا ... ورعيناه بارضا وجميما

فعلمنا أن ليس إلّا بشق ... النفس صار الكريم يدعى كريما

فالساحل والقليب يستخرج منهما تأويلان مجازيان، أحدهما أنه أراد بهما الكثير والقليل بالنسبة الى الساحل والقليب، والآخر أنه أراد بهما

<<  <  ج: ص:  >  >>