للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي} [المائدة: ١١٠] (وَالْقَوِيِّ) قَالَ - تَعَالَى -: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص: ٢٦] وَكَذَا السَّيِّدُ قَالَ - تَعَالَى -: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف: ٢٥] . (أَوْ) الْيَمِينُ (بِصِفَةٍ لَهُ - تَعَالَى - كَوَجْهِ اللَّهِ) نَصًّا قَالَ - تَعَالَى -: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: ٢٧] (وَعَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَجَلَالِهِ وَعِزَّتِهِ وَعَهْدِهِ) لِأَنَّ عَهْدَهُ يُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ كَلَامُهُ الَّذِي أَمَرَنَا بِهِ وَنَهَانَا، كَقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ} [يس: ٦٠] (وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ اسْتِحْقَاقُهُ لِمَا تَعَبَّدَنَا بِهِ) وَمِيثَاقُهُ وَحَقُّهُ وَأَمَانَتُهُ وَإِرَادَتُهُ وَقُدْرَتُهُ وَعِلْمُهُ وَجَبَرُوتُهُ، (وَلَوْ نَوَى مُرَادَهُ أَوْ مَقْدُورَهُ أَوْ مَعْلُومَهُ) - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -؛ لِأَنَّهُ بِإِضَافَتِهِ إلَيْهِ - تَعَالَى - صَارَ يَمِينًا بِذَكَرِ اسْمِهِ - تَعَالَى - مَعَهُ (وَإِنْ لَمْ يُضِفْهَا لِلَّهِ) ، أَيْ: إذَا لَمْ يُضِفْهَا إلَى اسْمِ اللَّهِ - تَعَالَى - (لَمْ يَكُنْ) حَلِفُهُ بِهَا (يَمِينًا إلَّا أَنْ يَنْوِيَ بِهَا صِفَتَهُ - تَعَالَى) وَتَقَدَّسَ -، فَتَكُونَ يَمِينًا؛ لِأَنَّ نِيَّةَ الْإِضَافَةِ كَوُجُودِهَا (وَأَمَّا مَا لَا يُعَدُّ مِنْ أَسْمَائِهِ - تَعَالَى - وَإِنْ أُطْلِقَ عَلَيْهِ كَالشَّيْءِ وَالْمَوْجُودِ أَوْ الَّذِي لَا يَنْصَرِفُ إطْلَاقُهُ إلَيْهِ - تَعَالَى -، وَيَحْتَمِلُهُ كَالْحَيِّ وَالْوَاحِدِ وَالْكَرِيمِ وَالْعَالَمِ وَالْمُؤْمِنِ فَإِنْ نَوَى بِهِ اللَّهَ - تَعَالَى - فَهُوَ يَمِينٌ) لِنِيَّتِهِ بِلَفْظِهِ مَا يَحْتَمِلُهُ كَالرَّحِيمِ وَالْقَادِرِ (وَإِلَّا) يَنْوِ بِهِ اللَّهَ - تَعَالَى - (فَلَا) يَكُونُ يَمِينًا؛ لِأَنَّ إطْلَاقَهُ لَا يَنْصَرِفُ إلَيْهِ - تَعَالَى - (وَقَوْلُهُ) ، أَيْ: الْحَالِفِ (وَأَيْمُ اللَّهِ) يَمِينٌ كَقَوْلِهِ وَأَيْمُنُ اللَّهِ، وَهَمْزَتُهُ هَمْزَةُ وَصْلٍ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ، وَهُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ مَعَ كَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِهَا، قَالَ الْكُوفِيُّونَ: هُوَ جَمْعُ يَمِينٍ وَهَمْزَتُهُ هَمْزَةُ قَطْعٍ، فَكَانُوا يَحْلِفُونَ بِالْيَمِينِ، فَيَقُولُونَ وَيَمِينُ اللَّهِ، قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ الْيَمِينِ

<<  <  ج: ص:  >  >>