للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نوله ما تولى) الآية (١) .

ووجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد حض على التبليغ عنه في أخبار كثيرة ووجدناه يخاطب أصحابه فيها، منها أن دعا لهم فقال نضر الله امرءا؟ سمع مقالتي فحفظها ووعاها (٢) حتى يبلغها غيره.

وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته: فليبلغ الشاهد منكم الغائب.

وقال: بلغوا عني ولو آية وحدثوا عني ولا حرج.

ثم تفرقت الصحابة رضى الله عنهم في النواحي والأمصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام، فبث كل واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكموا بحكم الله عزوجل وأمضوا الأمور على ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظائرها (٣) من المسائل وجردوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدس اسمه لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله عزوجل رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين.

[التابعون]

فخلف بعدهم التابعون الذين اختارهم الله عزوجل لإقامة دينه وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه وأحكامه وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم وآثاره فحفظوا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نشروه وبثوه من الأحكام والسنن والآثار وسائر ما وصفنا الصحابة به (٤) رضى الله عنه فأتقنوه وعلموه وفقهوا فيه فكانوا من


(١) التلاوة " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع ... " النساء - ١١٥ (٢) د " فوعاها وحفظها " (٣) ك " نظرائها " كذا (٤) د وما وصفنا للصحابة " (*)

<<  <  ج: ص:  >  >>