للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَوْ أَنَّ مَا أَبْقَيْتِ مِنِّي مُعَلَّقٌ ... بِعُودِ ثُمَامٍ مَا تَأَوَّدَ عُودُهَا

وَإِلَى هَذَا يَرْجِعُ آدَنِي الشَّيْءُ يَؤُودُنِي، كَأَنَّهُ ثَقُلَ عَلَيْكَ حَتَّى ثَنَّاكَ وَعَطَفَك. وَأَوْدٌ: قَبِيلَةٌ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ اشْتِقَاقُهَا مِنْ هَذَا. وَأُودٌ مَوْضِعٌ. قَالَ:

أَهَوًى أَرَاكَ بِرَامَتَيْنِ وَقُودَا ... أَمْ بِالْجُنَيْنَةِ مِنْ مَدَافِعِ أُودَا

(أَوَرَ) الْهَمْزَةُ وَالْوَاوُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْحَرُّ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأُوَارُ: حَرُّ الشَّمْسِ، وَحَرُّ التَّنُّورِ. وَيُقَالُ: أَرْضٌ أَوِرَةٌ. قَالَ: وَرُبَّمَا جَمَعُوا الْأُوَارَ عَلَى الْأُورِ. وَأُوَارَةُ: مَكَانٌ. وَيَوْمُ أُوَارَةَ كَانَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْمُنْذِرِ اللَّخْمِيَّ بَنَّى زُرَارَةَ بْنَ عُدُسٍ ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ أَسْعَدُ، فَلَمَّا تَرَعْرَعَ الْغُلَامُ مَرَّتْ بِهِ نَاقَةٌ كَوْمَاءُ فَرَمَى ضَرْعَهَا، فَشَدَّ عَلَيْهِ رَبُّهَا سُوَيْدٌ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ هَرَبَ سُوَيدٌ فَلَحِقَ مَكَّةَ، وَزُرَارَةُ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ، فَكَتَمَ قَتْلَ ابْنِهِ أَسْعَدَ، وَجَاءَ عَمْرُو بْنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ - وَكَانَتْ فِي نَفْسِهِ حَسِيكَةٌ عَلَى زُرَارَةَ - فَقَالَ:

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرًا فَإِنَّ ... الْمَرْءَ لَمْ يُخْلَقْ صُبَارَهْ

هَا إِنَّ عِجْزَةَ أُمِّهِ ... بِالسَّفْحِ [أَسْفَلَ] مِنْ أُوَارَهْ

وَحَوَادِثُ الْأَيَّامِ لَا ... يَبْقَى لَهَا إِلَّا الْحِجَارَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>