للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَتَعَسَّفُ الْأَشْيَاءَ كَالْجَاهِلِ بِهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: تَعَامَسْتُ عَنِ الشَّيْءِ، إِذَا أَرَيْتَ كَأَنَّكَ لَا تَعْرِفُهُ وَأَنْتَ عَالِمٌ بِهِ وَبِمَكَانِهِ. وَتَقُولُ: اعْمِسْهُ، أَيْ لَا تُبَيِّنْهُ حَتَّى يُشْتَبَهَ. وَيُقَالُ: اعْمِسِ الْأَمْرَ، أَيْ أَخْفِهِ. وَمِنَ الْبَابِ الْعَمَاسُ، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: التَّعَامُسُ: أَنْ تَرْكَبَ رَأْسَكَ فَتَغْشِمَ وَتَغَطْرَسَ. قَالَ الْمُخْبِلُ:

تَعَامَسَ حَتَّى تَحْسَبَ النَّاسُ أَنَّهَا

قَالَ الْفَرَّاءُ: عَمَسَ الْخَبَرُ: أَظْلَمَ. وَأَعْمَسَ الطَّرِيقُ: الْتَبَسَ. وَعَمِسَ الْكِتَابُ: دَرَسَ. قَالَ الْمُرَّارُ:

فَوَقَفْتَ تَعْتَرِفُ الصَّحِيفَةَ بَعْدَمَا ... عَمِسَ الْكِتَابُ وَقَدْ يُرَى لَمْ يَعْمَسِ

(عَمَشَ) الْعَيْنُ وَالْمِيمُ وَالشِّينُ كَلِمَتَانِ صَحِيحَتَانِ، مُتَبَايِنَتَانِ جِدًّا. فَالْأُولَى ضَعْفٌ فِي الْبَصَرِ، وَالْأُخْرَى صَلَاحٌ لِلْجِسْمِ. فَالْأَوَّلُ الْعَمَشُ: أَلَّا تَزَالَ الْعَيْنُ تَسِيلُ دَمْعًا، وَلَا يَكَادُ الْأَعْمَشُ يُبْصِرُ بِهَا، وَالْمَرْأَةُ عَمْشَاءُ، وَالْفِعْلُ عَمِشَ يَعْمَشُ عَمَشًا.

وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى: الْعَمْشُ، بِسُكُونِ الْمِيمِ: مَا يَكُونُ فِيهِ صَلَاحُ الْبَدَنِ. وَيَقُولُونَ: الْخِتَانُ عَمْشُ الْغُلَامِ; لِأَنَّكَ تَرَى فِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ زِيَادَةً. وَهَذَا طَعَامٌ عَمْشٌ لَكَ، أَيْ صَالِحٌ مُوَافِقٌ.

وَأَمَّا الْعَيْنُ وَالْمِيمُ وَالصَّادُ فَلَيْسَ فِيهِ مَا يَصْلُحُ أَنْ يُذْكَرَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>