للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَحَّ فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى تَمَرُّسٍ بِشَيْءٍ. يَقُولُونَ: فُلَانٌ يُعَانِشُ النَّاسَ، أَيْ يُقَاتِلُهُمْ وَيَتَمَرَّسُ بِهِمْ. وَيُعَانِشُ: يُظَالِمُ. وَيُنْشِدُونَ:

إِذًا لَأَتَاهُ كُلُّ شَاكٍ سِلَاحَهُ يُعَانِشُ يَوْمَ الْبَأْسِ سَاعِدُهُ جَزْلُ

وَيَقُولُونَ: عَانَشْتُ الرَّجُلَ: عَانَقْتُهُ. وَيُنْشِدُونَ لِسَاعِدَةَ:

عِنَاشُ عَدُوٍّ لَا يَنَالُ مُشَمِّرًا ... بِرَجُلٍ إِذَا مَا الْحَرْبُ شُبَّ سَعِيرُهَا

وَهَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ وَأَنْ يَكُونَ الشِّينُ بَدَلًا مِنَ الْقَافِ فَمَا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ. وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: عَنَشْتُ الشَّيْءَ أَعْنِشُهُ عَنْشًا، إِذَا عَطَفْتُهُ. وَهَذَا أَيْضًا قَرِيبٌ مِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.

(عَنَصَ) الْعَيْنُ وَالنُّونُ وَالصَّادُ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الشَّعَرِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَنْصُوةُ: الْخُصْلَةُ مِنَ الشَّعْرِ. قَالَ الشَّاعِرُ:

لَقَدْ عَيَّرَتْنِي الشَّيْبَ عِرْسِي وَمَسَّحَتْ ... عَنَاصِيَ رَأْسِي فَهِيَ مِنْ ذَاكَ تَعْجَبُ

وَمِمَّا يُقَاسُ عَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ: بِأَرْضِ بَنِيَ فُلَانٍ عَنَاصٍ مِنَ النَّبْتِ; وَكَذَلِكَ الشَّعْرُ إِذَا كَانَ قَلِيلًا مُتَفَرِّقًا، الْوَاحِدُ عُنْصُوَةٌ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

إِنْ يُمْسِ رَأْسِي أَشْمَطَ الْعَنَاصِيَ ... كَأَنَّمَا فَرَّقَهُ مُنَاصِي

قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: مَا بَقِيَ مِنْ مَالِهِ إِلَّا عَنَاصٍ، وَذَلِكَ إِذَا بَقِيَ مِنْهُ الْيَسِيرُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعُنْصُوةُ: قُنْزُعَةٌ فِي جَانِبِ الرَّأْسِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>