للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْعَيُوفُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّذِي يَشُمُّ الْمَاءَ وَهُوَ عَطْشَانُ فَيَدَعُهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يَتَكَرَّهُهُ. وَرُبَّمَا جُهِدَ فَشَرِبَهُ. قَالَ ابْنُ [أَبِي] رَبِيعَةَ:

فَسَافَتْ وَمَا عَافَتْ وَمَا صَدَّ شُرْبَهَا ... عَنِ الرِّيِّ مَطْرُوقٌ مِنَ الْمَاءِ أَكْدَرُ

وَمِنْ هَذَا الْقِيَاسِ عِيَافَةُ الطَّيْرِ، وَهُوَ زَجْرُهَا. وَهُوَ مِنَ الْكَرَاهَةِ أَيْضًا، وَذَلِكَ أَنْ يَرَى غُرَابًا أَوْ طَائِرًا غَيْرَهُ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ فَيَتَطَيَّرَ بِهِ. وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْمُتَكَهِّنِ عَائِفٌ. قَالَ الْأَعْشَى:

مَا تَعِيفُ الْيَوْمَ فِي الطَّيْرِ الرَّوَحْ ... مِنْ غُرَابِ الطَّيْرِ أَوْ تَيْسٍ بَرَحْ

وَقَالَ:

لَقَدْ عَيْثَرْتَ طَيْرَكَ لَوْ تَعِيفُ

(عَيَقَ) الْعَيْنُ وَالْيَاءُ وَالْقَافُ لَمْ يَذْكُرِ الْخَلِيلُ فِيهِ شَيْئًا، وَهُوَ صَحِيحٌ. يَقُولُونَ: الْعَيْقَةُ: سَاحِلُ الْبَحْرِ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

سَادٍ تَجَرَّمَ فِي الْبَضِيعِ ثَمَانِيًا ... يُلْوِي بِعَيْقَاتِ الْبِحَارِ وَيُجْنَبُ

وَقَدْ أَوْمَأَ الْخَلِيلُ إِلَى أَنَّ هَذَا مُسْتَعْمَلٌ، وَلَيْسَ مِنَ الْمُهْمَلِ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ:

<<  <  ج: ص:  >  >>