للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(غَطَّ) الْغَيْنُ وَالطَّاءُ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ فِيهِ مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا صَوْتٌ، وَالْآخَرُ وَقْتٌ مِنَ الْأَوْقَاتِ.

فَالْأَوَّلُ: غَطِيطُ الْإِنْسَانِ فِي نَوْمِهِ. وَمِنْهُ الْغَطَاطُ، وَهِيَ الْقَطَا، سُمِّيَتْ لِصَوْتِهَا غَطَاطًا. قَالَ:

فَأَثَارَ فَارِطُهُمُ غَطَاطًا جُثَّمَا ... أَصْوَاتُهُ كَتَرَاطُنِ الْفُرْسِ

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْغُطَاطُ، قَالَ قَوْمٌ: هُوَ الصُّبْحُ. وَأَنْشَدُوا:

قَامَ إِلَى حَمْرَاءَ فِي الْغُطَاطِ

وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ سَدَفُ الظَّلَامِ. وَقَالُوا فِي بَيْتِ ابْنِ أَحْمَرَ ( [٣٠] ) :

أُولَى الْوَعَاوِعِ كَالْغُطَاطِ الْمُقْبِلِ

مَنْ فَتَحَ شَبَّهَهُمْ بِالْقَطَا، وَمَنْ ضَمَّ فَإِنَّهُ شَبَّهَهُمْ بِسَوَادِ السَّدَفِ كَثْرَةً. وَأَمَّا غَطَطْتُهُ فِي الْمَاءِ فَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الصَّوْتُ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْمَاءِ عِنْدَهَا، وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ مِنْ سَدَفِ الظَّلَامِ، كَأَنَّهُ سَتَرْتَهُ بِالْمَاءِ وَغَطَّيْتَهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>