للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذَا الْعَدَدَ. وَيَقُولُونَ غُلَامٌ بَدْرٌ: إِذَا امْتَلَأَ شَبَابًا. فَأَمَّا " بَدْرٌ " الْمَكَانُ فَهُوَ مَاءٌ مَعْرُوفٌ، نُسِبَ إِلَى رَجُلٍ اسْمُهُ بَدْرٌ. وَأَمَّا الْبَوَادِرُ مِنَ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ فَجَمْعُ بَادِرَةٍ، وَهِيَ اللُّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ الْمَنْكِبِ وَالْعُنُقِ، وَهِيَ مِنَ الْبَابِ لِأَنَّهَا مُمْتَلِئَةٌ. قَالَ شَاعِرٌ:

وَجَاءَتِ الْخَيْلُ مُحْمَرًّا بَوَادِرُهَا

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: قَوْلُهُمْ بَدَرْتُ إِلَى الشَّيْءِ وَبَادَرْتُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْخَطَاءُ بَادِرَةً لِأَنَّهَا تَبْدُرُ مِنَ الْإِنْسَانِ عِنْدَ حِدَّةٍ وَغَضَبٍ. يُقَالُ: كَانَتْ مِنْهُ بَوَادِرُ، أَيْ: سَقَطَاتٌ. وَيُقَالُ: بَدَرَتْ دَمْعَتُهُ وَبَادَرَتْ: إِذَا سَبَقَتْ، فَهِيَ بَادِرَةٌ، وَالْجَمْعُ بَوَادِرُ. قَالَ كُثَيِّرٌ:

إِذَا قِيلَ هَذِي دَارُ عَزَّةَ قَادَنِي ... إِلَيْهَا الْهَوَى وَاسْتَعْجَلَتْنِي الْبَوَادِرُ

(بَدَعَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالْعَيْنُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ وَصُنْعُهُ لَا عَنْ مِثَالٍ، وَالْآخَرُ الِانْقِطَاعُ والْكَلَالُ.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: أَبْدَعْتُ الشَّيْءَ قَوْلًا أَوْ فِعْلًا: إِذَا ابْتَدَأْتُهُ لَا عَنْ سَابِقِ مِثَالٍ. وَاللَّهُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ابْتَدَعَ فُلَانٌ الرَّكِيَّ: إِذَا اسْتَنْبَطَهُ. وَفُلَانٌ بِدْعٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: ٩] ، أَيْ: مَا كُنْتُ أَوَّلَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>