للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكِسَائِيُّ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَتَبَقَّمَ: إِذَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ، فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَإِنَّمَا هُوَ تَبَكَّمَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الْقَافُ مُقَامَ الْكَافِ. وَأَمَّا الْبَقَّمُ فَإِنَّ النَّحْوِيِّينَ يُنْكِرُونَهُ وَيَأْبَوْنَ أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْبَقَّمُ صِبْغٌ أَحْمَرُ. قَالَ:

كَمِرْجَلِ الصَّبَّاغِ جَاشَ بَقَّمُهْ

وَأَنْشَدَ آخَرُ:

نَفِيَّ قَطْرٍ مِثْلَ لَوْنِ الْبَقَّمِ

وَمَعْنَى الْبَابِ مَا ذَكَرْتُهُ أَوَّلًا.

(بَقِيَ) الْبَاءُ وَالْقَافُ وَالْيَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الدَّوَامُ. قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: بَقِيَ الشَّيْءُ يَبْقَى بَقَاءً، وَهُوَ ضِدُّ الْفَنَاءِ. قَالَ: وَلُغَةُ طَيٍّ بَقَى يَبْقَى، وَكَذَلِكَ لُغَتُهُمْ فِي كُلِّ مَكْسُورٍ مَا قَبْلَهَا، يَجْعَلُونَهَا أَلِفًا، نَحْوَ بَقَى وَرَضَا. وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ اجْتِمَاعَ الْكَسْرَةِ وَالْيَاءِ، فَيَفْتَحُونَ مَا قَبْلَ الْيَاءِ، فَتَنْقَلِبُ الْيَاءُ أَلِفًا، وَيَقُولُونَ فِي جَارِيَةٍ جَارَاةً، وَفِي بَانِيَةٍ بَانَاةً، وَفِي نَاصِيَةٍ نَاصَاةً. قَالَ:

وَمَا صَدَّ عَنِّي خَالِدٌ مِنْ بَقِيَّةٍ ... وَلَكِنْ أَتَتْ دُونِي الْأُسُودُ الْهَواصِرُ

يُرِيدُ بِالْبَقِيَّةِ هَاهُنَا الْبُقْيَا عَلَيْهِ. وَيَقُولُ الْعَرَبُ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ وَالْبُقْيَا. وَرُبَّمَا قَالُوا الْبَقْوَى. قَالَ الْخَلِيلُ: اسْتَبْقَيْتُ فُلَانًا، وَذَلِكَ أَنْ تَعْفُوَ عَنْ زَلَلِهِ فَتَسْتَبْقِيَ مَوَدَّتَهُ. قَالَ النَّابِغَةُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>