للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ بُقِعَ فُلَانٌ بِكَلَامِ سَوْءٍ، أَيْ رُمِيَ. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: ابْتُقِعَ لَوْنُهُ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ ; لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ امْتُقِعَ لَوْنُهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِذَا تَغَيَّرَ اللَّوْنُ مِنْ حُزْنٍ يُصِيبُ صَاحِبَهُ أَوْ فَزَعٍ قِيلَ ابْتُقِعَ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ لَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَعَ وَبَقَعَ، أَيْ أَيْنَ ذَهَبَ. قَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ بَقَعَ فِي الْأَرْضِ بُقُوعًا، إِذَا خَفِيَ فَذَهَبَ أَثَرُهُ. قَالَ بَعْضُ الْأَعْرَابِ: الْبُقْعَةُ مِنَ الرِّجَالِ ذُو الْكَلَامِ الْكَثِيرِ الذَّاهِبِ فِي غَيْرِ مَذْهَبِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَرْمِي بِالْكَلَامِ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَوَّلُ وَلَا آخِرٌ. قَالَ بَعْضُهُمْ: بَقَعَ الرَّجُلَ إِذَا حَلَفَ لَهُ حَلِفًا. وَعَامٌ أَبْقَعُ وَأَرْبَدُ، إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَطَرٌ.

[بَابُ الْبَاءِ وَالْكَافِ وَمَا يُثَلِّثُهُمَا]

(بَكَلَ) الْبَاءُ وَالْكَافُ وَاللَّامُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الِاخْتِلَاطُ وَمَا أَشْبَهَهُ، وَالْآخَرُ إِفَادَةُ الشَّيْءِ وَتَغَنُّمُهُ.

فَالْأَوَّلُ الْبَكِيلَةُ، وَهُوَ أَنْ تُؤْخَذَ الْحِنْطَةُ فَتُطْحَنَ مَعَ الْأَقِطِ فَتُبْكَلَ بِالْمَاءِ، أَيْ تُخْلَطُ، ثُمَّ تُؤْكَلُ. وَأَنْشَدَ:

غَضْبَانُ لَمْ تُؤْدَمْ لَهُ الْبَكِيلَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>