للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَمَّا الْعَيْنُ الْجَهْرَاءُ، فَهِيَ الَّتِي لَا تُبْصِرُ فِي الشَّمْسِ. وَيُقَالُ رَأَيْتُ جُهْرَ فُلَانٍ، أَيْ هَيْئَتَهُ. قَالَ:

وَمَا غَيَّبَ الْأَقْوَامُ تَابِعَةَ الْجُهْرِ

أَيْ لَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يُغَيَّبُوا مِنْ خُبْرِهِ وَمَا كَانَ تَابِعَ جُهْرِهِ. وَيُقَالُ جَهِيرٌ بَيِّنُ الْجَهَارَةِ، إِذَا كَانَ ذَا مَنْظَرٍ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

وَأَرَى الْبَيَاضَ عَلَى النِّسَاءِ جَهَارَةً ... وَالْعِتْقُ أَعْرِفُهُ عَلَى الْأَدْمَاءِ

وَيُقَالُ جَهَرْنَا بَنِي فُلَانٍ، أَيْ صَبَّحْنَاهُمْ عَلَى غِرَّةٍ. وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، أَيْ أَتَيْنَاهُمْ صَبَاحًا ; وَالصَّبَاحُ جَهْرٌ. وَيُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ: الْجَهْرَاءُ. وَيُقَالُ إِنَّ الْجَهْرَاءَ الرَّابِيَةُ الْعَرِيضَةُ.

(جَهَّزَ) الْجِيمُ وَالْهَاءُ وَالزَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ شَيْءٌ يُعْتَقَدُ وَيُحْوَى، نَحْوَ الْجَِهَازِ، وَهُوَ مَتَاعُ الْبَيْتِ. وَجَهَّزْتُ فُلَانًا تَكَلَّفْتُ جَِهَازَ سَفَرِهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْبَعِيرِ إِذَا شَرَدَ: " ضَرَبَ فِي جَهَازِهِ " فَهُوَ مَثَلٌ، أَيْ إِنَّهُ حَمَلَ جَهَازَهُ وَمَرَّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فِي أَمْثَالِ الْعَرَبِ: " ضَرَبَ فُلَانٌ فِي جَهَازِهِ " يُضْرَبُ هَذَا فِي الْهِجْرَانِ وَالتَّبَاعُدِ. وَالْأَصْلُ مَا ذَكَرْنَاهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>