للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُمِّيَ حِقْوًا لِأَنَّهُ يَشُدُّ بِهِ الْحِقْوَ. وَأَمَّا الْحَقْوَةُ فَوَجَعٌ يُصِيبُ الْإِنْسَانَ فِي بَطْنِهِ ; يُقَالُ مِنْهُ حُقِيَ الرَّجُلُ فَهُوَ مَحْقُوٌّ.

(حَقَبَ) الْحَاءُ وَالْقَافُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الْحَبْسِ. يُقَالُ حَقِبَ الْعَامُ، إِذَا احْتَبَسَ مَطَرُهُ. وَحَقِبَ الْبَعِيرُ، إِذَا احْتَبَسَ بَوْلُهُ.

وَمِنَ الْبَابِ الْحَقَبُ: حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ إِلَى بَطْنِ الْبَعِيرِ، كَيْ لَا يَجْتَذِبَهُ التَّصْدِيرُ. فَأَمَّا الْأَحْقَبُ، وَهُوَ حِمَارُ الْوَحْشِ، فَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ، فَقَالَ قَوْمٌ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبَيَاضِ حَقْوَيْهِ. وَقَالَ آخَرُونَ: لِدِقَّةِ حَقْوَيْهِ. وَالْأُنْثَى حَقْبَاءُ. فَإِنْ كَانَ هَذَا مِنَ الْبَابِ فَلِأَنَّهُ مَكَانٌ يُشَدُّ بِحِقَابٍ، وَهُوَ حَبْلٌ. وَيُقَالُ لِلْأُنْثَى حَقْبَاءُ. قَالَ:

كَأَنَّهَا حَقْبَاءُ بَلْقَاءُ الزَّلَقْ

وَمِنَ الْبَابِ الْحَقِيبَةُ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ. وَمِنْهُ احْتَقَبَ فُلَانٌ الْإِثْمَ، كَأَنَّهُ جَمَعَهُ فِي حَقِيبَةٍ. وَاحْتَقَبَهُ مِنْ خَلْفِهِ: ارْتَدَفَهُ. وَالْمُحْقَبُ: الْمُرْدَفُ. فَأَمَّا الزَّمَانُ فَهُوَ حِقْبَةُ وَالْجَمْعُ حِقَبٌ. وَالْحُقْبُ ثَمَانُونَ عَامًا، وَالْجَمْعُ أَحْقَابٌ، وَذَلِكَ لِمَا يَجْتَمِعُ فِيهِ مِنَ السِّنِينَ وَالشُّهُورِ. وَيُقَالُ إِنَّ الْحِقَابَ جَبَلٌ. وَيُقَالُ لِلْقَارَةِ الطَّوِيلَةِ فِي السَّمَاءِ حَقْبَاءُ. قَالَ:

قَدْ ضَمَّهَا وَالْبَدَنُ الْحِقَابُ

(حَقَدَ) الْحَاءُ وَالْقَافُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الضِّغْنُ، وَالْآخَرُ أَلَّا يُوجَدُ مَا يَطْلُبُ.

فَالْأَوَّلُ الْحِقْدُ، وَيُجْمَعُ عَلَى الْأَحْقَادِ. وَالْآخَرُ قَوْلُهُمْ أَحَقَدَ الْقَوْمُ، إِذْ طَلَبُوا الذَّهَبَةَ فِي الْمَعْدِنِ فَلَمْ يَجِدُوهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>