للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُخْفِقُ مَرَّةً وَيُفِيدُ أُخْرَى ... وَيَفْجَعُ ذَا الضَّغَائِنِ بِالْأَرِيبِ

(خَفِيَ) الْخَاءُ وَالْفَاءُ وَالْيَاءُ أَصْلَانِ مُتَبَايِنَانِ مُتَضَادَّانِ. فَالْأَوَّلُ السَّتْرُ، وَالثَّانِي الْإِظْهَارُ.

فَالْأَوَّلُ خَفِيَ الشَّيْءُ يَخْفَى ; وَأَخْفَيْتُهُ، وَهُوَ فِي خِفْيَةٍ وَخَفَاءٍ، إِذَا سَتَرْتَهُ، وَيَقُولُونَ: بَرِحَ الْخَفَاءُ، أَيْ وَضَحَ السِّرُّ وَبَدَا، وَيُقَالُ لِمَا دُونَ رِيشَاتِ الطَّائِرِ الْعَشْرِ، اللَّوَاتِي فِي مُقَدَّمِ جَنَاحِهِ: الْخَوَافِي. وَالْخَوَافِي: سَعَفَاتٌ يَلِينَ قَلْبَ النَّخْلَةِ، وَالْخَافِي: الْجِنُّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْمُسْتَتِرِ مُسْتَخْفٍ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ خَفَا الْبَرْقُ خَفْوًا، إِذَا لَمَعَ، وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي أَدْنَى ضَعْفٍ. وَيُقَالُ خَفَيْتُ [الشَّيْءَ] بِغَيْرِ أَلِفٍ، إِذَا أَظْهَرْتَهُ. وَخَفَا الْمَطَرُ الْفَأْرَ مِنْ جِحَرَتِهِنَّ: أَخْرَجَهُنَّ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا ... خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ سَحَابٍ مُرَكَّبِ

وَيُقْرَأُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: ١٥] أَيْ أُظْهِرُهَا.

(خَفَتَ) الْخَاءُ وَالْفَاءُ وَالتَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ إِسْرَارٌ وَكِتْمَانٌ. فَالْخَفْتُ: إِسْرَارُ النُّطْقِ. وَتَخَافَتَ الرَّجُلَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ} [طه: ١٠٣] . ثُمَّ قَالَ الشَّاعِرُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>