للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي الذَّقَنِ، كَأَنَّهُ رُدَّ إِلَى مَا وَرَاءَهُ. وَالرَّدَّةُ: قُبْحٌ فِي الْوَجْهِ مَعَ شَيْءٍ مِنْ جَمَالٍ، يُقَالُ فِي وَجْهِهَا رَدَّةٌ، أَيْ إِنَّ ثَمَّ مَا يَرُدُّ الطَّرْفَ، أَيْ يَرْجِعُهُ عَنْهَا. وَالْمُتَرَدِّدُ: الْإِنْسَانُ الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ، كَأَنَّ بَعْضَهُ رُدَّ عَلَى بَعْضٍ. وَيُقَالُ - وَفِيهِ نَظَرٌ - إِنَّ الْمَرْدُودَةَ الْمُوسَى، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُرَدُّ فِي نِصَابِهَا. وَيُقَالُ نَهْرٌ مُرِدٌّ: كَثِيرُ الْمَاءِ. وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ رِدَّةِ الشَّاةِ وَالنَّاقَةِ. وَمِنَ الْبَابِ رَجُلٌ مُرِدٌّ، إِذَا طَالَتْ عُزْبَتُهُ; وَهُوَ مِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ رِدَّةِ الشَّاةِ، كَأَنَّ مَاءَهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي فَِقْرَتِهِ، كَمَا قَالَ:

رَأَتْ غُلَامًا قَدْ صَرَى فِي فَِقْرَتِهْ ... مَاءَ الشَّبَابِ عُنْفُوَانُ شِرَّتِهْ

(رَذَّ) الرَّاءُ وَالذَّالُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى مَطَرٍ ضَعِيفٍ. فَالرَّذَاذُ: الْمَطَرُ الضَّعِيفُ. يُقَالُ يَوْمٌ مُرِذٌّ، أَيْ ذُو رَذَاذٍ. وَيُقَالُ أَرْضٌ مُرَذٌّ عَلَيْهَا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ مُرَذٌّ وَلَا مَرْذُوذَةٌ، وَلَكِنْ يُقَالُ مُرَذٌّ عَلَيْهَا. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: هِيَ أَرْضٌ مُرَذَّةٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[بَابُ الرَّاءِ وَالزَّاءِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا]

(رَزَغَ) الرَّاءُ وَالزَّاءُ وَالْغَيْنُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى لَثَقٍ وَطِينٍ. يُقَالُ أَرْزَغَ الْمَطَرُ، إِذَا بَلَّ الْأَرْضَ، فَهُوَ مُرْزِغٌ. وَكَانَ الْخَلِيلُ يَقُولُ: الرَّزَغَةُ أَشَدُّ مِنَ الرَّدَغَةِ. وَقَالَ قَوْمٌ بِخِلَافِ ذَلِكَ. وَيُقَالُ أَرْزَغَتِ الرِّيحُ: أَتَتْ بِالنَّدَى. قَالَ طَرَفَةُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>