للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَبِي عِيسَى بْنِ زَمْعَةَ النَّصْرِيَّ حَلِيفَ ثَقِيفٍ عَلَى بِهْقُبَاذَ الْأَعْلَى، وَبَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبِ بْنِ قَرَظَةَ عَلَى بِهْقُبَاذَ الْأَوْسَطِ، وَبَعَثَ سَعْدَ بْنَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَلَى حُلْوَانَ، وَأَمَرَهُ بِقِتَالِ الْأَكْرَادِ وَإِقَامَةِ الطُّرُقِ.

وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَوْصِلِ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمُخْتَارُ وَبَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَعِيدٍ إِلَى الْمَوْصِلِ أَمِيرًا سَارَ مُحَمَّدٌ عَنْهَا إِلَى تَكْرِيتَ، يَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْمُخْتَارِ فَبَايَعَهُ.

فَلَمَّا فَرَغَ الْمُخْتَارُ مِمَّا يُرِيدُ صَارَ يَجْلِسُ لِلنَّاسِ وَيَقْضِي بَيْنَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِي فِيمَا أُحَاوِلُ لَشُغْلًا عَنِ الْقَضَاءِ، ثُمَّ أَقَامَ شُرَيْحًا يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ خَافَهُمْ شُرَيْحٌ فَتَمَارَضَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهُ عُثْمَانِيٌّ، وَإِنَّهُ شَهِدَ عَلَى حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَإِنَّهُ لَمْ يُبْلِغْ هَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ مَا أَرْسَلَهُ بِهِ، وَإِنَّ عَلِيًّا عَزَلَهُ عَنِ الْقَضَاءِ. فَلَمَّا بَلَغَ شُرَيْحًا ذَلِكَ مِنْهُمْ تَمَارَضَ، فَجَعَلَ الْمُخْتَارُ مَكَانَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَرِضَ، فَجَعَلَ مَكَانَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ الطَّائِيَّ.

ذِكْرُ قَتْلِ الْمُخْتَارِ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَثَبَ الْمُخْتَارُ بِمَنْ بِالْكُوفَةِ مِنْ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ لَمَّا اسْتَوْسَقَ لَهُ الشَّامُ بَعَثَ جَيْشَيْنِ: أَحَدُهُمَا إِلَى الْحِجَازِ عَلَيْهِ حُبَيْشُ بْنُ دَلَجَةَ الْقَيْنِيُّ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَمْرَهُ وَقَتْلَهُ، وَالْجَيْشُ الْآخَرُ إِلَى الْعِرَاقِ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ التَّوَّابِينَ، وَكَانَ قَدْ جَعَلَ لِابْنِ زِيَادٍ مَا غَلَبَ عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَبَ الْكُوفَةَ ثَلَاثًا، فَاحْتُبِسَ بِالْجَزِيرَةِ وَبِهَا قَيْسُ عَيْلَانَ مَعَ زُفَرَ بْنِ الْحَارِثِ عَلَى طَاعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمْ يَزَلْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مُشْتَغِلًا بِهِمْ عَنِ الْعِرَاقِ نَحْوَ سَنَةٍ.

فَتُوُفِّيَ مَرْوَانُ وَوُلِّيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، فَأَقَرَّ ابْنَ زِيَادٍ عَلَى مَا كَانَ أَبُوهُ وَلَّاهُ، وَأَمَرَهُ بِالْجِدِّ فِي أَمْرِهِ.

فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُ فِي زُفَرَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قَيْسٍ شَيْءٌ أَقْبَلَ إِلَى الْمَوْصِلِ، فَكَتَبَ

<<  <  ج: ص:  >  >>