للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سَنَةَ ٦٠٤ هـ]

وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ غَزَاهَا مُجَاهِدٌ الْعَامِرِيُّ مِنْ دَانِيَةَ، وَكَانَ صَاحِبُهَا فِي الْبَحْرِ فِي مِائَةٍ وَعِشْرِينَ مَرْكِبًا، فَفَتَحَهَا، وَقَتَلَ فَأَكْثَرَ، وَسَبَى النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ مُلُوكُ الرُّومِ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ، وَسَارُوا إِلَيْهِ مِنَ الْبَرِّ الْكَبِيرِ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ، فَاقْتَتَلُوا، وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، وَأُخْرِجُوا مِنْ جَزِيرَةِ سَرْدَانِيَّةَ، وَأُخِذَتْ بَعْضُ مَرَاكِبِهِمْ، وَأُسِرَ أَخُو مُجَاهِدٍ وَابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، وَرَجَعَ بِمَنْ بَقِيَ إِلَى دَانِيَةَ، وَلَمْ تَغْزَ بَعْدَ ذَلِكَ.

وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا جَمِيعَ أَخْبَارِهَا هَاهُنَا لِقِلَّتِهَا، وَإِذَا تَفَرَّقَتْ لَمْ تُعْرَفْ كَمَا يَجِبُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْضَ الرُّومِ، فَفَتَحَ حُصُونًا ثَلَاثَةً، وَجَلًّا أَهْلَ سُوسَنَةَ إِلَى بِلَادِ الرُّومِ.

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا قُتَيْبَةُ سِجِسْتَانَ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، وَأَرَادَ قَصْدَ رُتْبِيلَ الْأَعْظَمَ، فَلَمَّا نَزَلَ قُتَيْبَةُ سِجِسْتَانَ أَرْسَلَ رُتْبِيلُ إِلَيْهِ رُسُلًا بِالصُّلْحِ، فَقَبِلَ ذَلِكَ وَانْصَرَفَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ.

وَكَانَ عُمَّالُ الْأَمْصَارِ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا مَاتَ مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الْبَصْرِيُّ، وَمِنْ وَلَدِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، بِالْمَدِينَةِ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>