للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِتُدْمِيرَ، لِيُسَكِّنَ الْفِتْنَةَ بَيْنَ الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ، فَلَمْ يَنْزَجِرُوا، وَدَامَتِ الْفِتْنَةُ، فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ ذَلِكَ أَمَرَ الْعَامِلَ بِتُدْمِيرَ أَنْ يُنْقَلَ مِنْهَا، وَيَجْعَلَ مُرْسِيَةَ مَنْزِلًا يَنْزِلُهُ الْعُمَّالُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَصَارَتْ مُرْسِيَةُ هِيَ قَاعِدَةُ تِلْكَ الْبِلَادِ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَدَامَتِ الْفِتْنَةُ بَيْنَهُمْ إِلَى سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَسَيَّرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَذْعَنَ أَبُو الشَّمَّاخِ وَأَطَاعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ،، وَسَارَ إِلَيْهِ، وَصَارَ مِنْ جُمْلَةِ قُوَّادِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَانْقَطَعَتِ الْفِتْنَةُ مِنْ نَاحِيَةِ تُدْمِيرَ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ شَهْرَيَارُ بْنُ شَرَوِينَ، (صَاحِبُ جِبَالِ طَبَرِسْتَانَ) ، وَصَارَ فِي مَوْضِعِهِ ابْنُهُ سَابُورُ، فَقَاتَلَهُ مَازْيَارُ بْنُ قَارَنَ، فَأَسَرَهُ وَقَتَلَهُ، وَصَارَتِ الْجِبَالُ فِي يَدِ مَازْيَارَ.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ وَالِي مَكَّةَ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَتْ عَلِيَّةُ بِنْتُ الْمَهْدِيِّ، مَوْلِدُهَا سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ زَوْجَهَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ (بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ) ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>