للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَضَوْا لِوِجْهَتِهِمْ، فَلَقِيَهُمْ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُصَادَفَةً، فَقَاتَلُوهُمْ ثُمَّ كَفَّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، وَسَارُوا، فَلَقِيَهُمْ سَرِيَّةٌ أُخْرَى، فَقَاتَلُوهُمْ، فَانْهَزَمَتِ السَّرِيَّةُ، وَغَنِمَ مَحْمُودٌ مَا فِيهَا.

وَسَارَ حَتَّى أَتَى مَدِينَةَ مِينَةَ، فَهَجَمَ عَلَيْهَا وَمَلَكَهَا، وَأَخَذَ مَا فِيهَا مِنْ دَوَابَّ وَطَعَامٍ، وَفَارَقُوهَا، فَوَصَلُوا إِلَى بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَاسْتَوْلَوْا عَلَى قَلْعَةٍ لَهُمْ، فَأَقَامُوا بِهَا خَمْسَةَ أَعْوَامٍ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، فَحَصَرَهُمْ أَذْفُونْسُ مَلِكُ الْفِرِنْجِ، فَمَلَكَ الْحِصْنَ، وَقَتَلَ مَحْمُودًا وَمَنْ مَعَهُ، وَذَلِكَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي رَجَبٍ، وَانْصَرَفَ مَنْ فِيهَا.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ الْمُغَنِّي، وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَاهَانَ، وَالِدُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ كُوفِيًّا، وَسَارَ إِلَى الْمَوْصِلِ، فَلَمَّا عَادَ قِيلَ لَهُ الْمَوْصِلِيُّ، فَلَزِمَهُ.

وَعَلِيُّ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبُو الْحَسَنِ الشَّاعِرُ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ قَدْ أُضِرَّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ. وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ الْمُحَدِّثُ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ الْفَقِيهُ، وَكَانَ شِيعِيًّا، وَهُوَ مِنْ مَشَايِخِ الْبُخَارِيِّ فِي صَحِيحِهِ.

(الْبِرِنْدُ بِكَسْرِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْرَّاءِ وَتَسْكِينِ النُّونِ وَآخِرُهُ دَالٌ مُهْمَلَةٌ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>