للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقُوَّادُ، وَطَمِعُوا، فَانْحَلَّ النِّظَامُ، وَتَفَرَّقَتِ الْكَلِمَةُ، ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى أَنْ جَعَلُوا مُدَبِّرَ دَوْلَتِهِ أَبَا جَعْفَرِ بْنِ أَبَّا، وَكَانَ عِنْدَ وَالِدِهِ وَجَدِّهِ مُقَدَّمًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، فَأَصْلَحَ مِنَ الْأَحْوَالِ مَا اسْتَطَاعَ، (وَكَمْ جَهِدَ الصُّنَّاعُ إِذَا اتَّسَعَ الْخَرْقُ) .

وَكَانَ [مَنْ] بِدِمَشْقَ مِنَ الْجُنْدِ قَدْ خَالَفُوا عَلَى أَخِيهِ جَيْشٍ كَمَا ذَكَرْنَا، فَلَمَّا تَوَلَّى أَبُو جَعْفَرٍ الْأُمُورَ سَيَّرَ جَيْشًا إِلَى دِمَشْقَ عَلَيْهِمْ بَدْرٌ الْحَمَّامِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَاذُرَائِيُّ، فَأَصْلَحَا حَالَهَا، وَقَرَّرَا أُمُورَ الشَّامِ، وَاسْتَعْمَلَا عَلَى دِمَشْقَ طُغَجَ بْنَ جَفٍّ، وَاسْتَعْمَلَا عَلَى سَائِرِ الْأَعْمَالِ، وَرَجَعَا إِلَى مِصْرَ، وَالْأُمُورُ فِيهَا اخْتِلَالٌ، وَالْقُوَّادُ قَدِ اسْتَوْلَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ الْجُنْدِ وَأَخَذَهُمْ إِلَيْهِ، وَهَكَذَا يَكُونُ انْتِقَاضُ الدُّوَلِ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا فَلَا مَرَدَّ لِحُكْمِهِ، وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَبُو يَعْقُوبَ الْأَسْفِرَايِنِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ.

وَالْغِيَاثِيُّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ مِنْ وَلَدِ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ السِّينِ.

وَفِيهَا أَيْضًا تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَضَّاحِ بْنِ رَبِيعٍ الْأَنْدَلُسِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمَشْهُورِينَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>