للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفَتَحُوا عَلَيْهِ وَدَخَلُوا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ، وَأَخْرَجُوهُ وَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرِ الْقَاهِرِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى، وَلَقَّبُوهُ بِالرَّاضِي بِاللَّهِ، وَبَايَعَهُ الْقُوَّادُ وَالنَّاسُ، وَأَمَرَ بِإِحْضَارِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَأَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَصَدَرَ عَنْ رَأْيِهِمَا فِيمَا يَفْعَلُهُ، وَاسْتَشَارَهُمَا وَأَرَادَ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى عَلَى الْوِزَارَةِ، فَامْتَنَعَ لِكِبَرِهِ، وَعَجْزِهِ، وَضَعْفِهِ، وَأَشَارَ بِابْنِ مُقْلَةَ.

ثُمَّ إِنَّ سِيمَا قَالَ لِلرَّاضِي: إِنَّ الْوَقْتَ لَا يَحْتَمِلُ أَخْلَاقَ عَلِيٍّ، وَابْنَ مُقْلَةَ أَلْيَقُ بِالْوَقْتِ، فَكَتَبَ لَهُ أَمَانًا وَأَحْضَرَهُ وَاسْتَوْزَرَهُ، فَلَمَّا وَزَرَ، أَحْسَنَ إِلَى كُلِّ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، وَأَحْسَنَ سِيرَتَهُ، وَقَالَ: عَاهَدْتُ اللَّهَ عِنْدَ اسْتِتَارِي بِذَلِكَ، فَوَفَّى بِهِ، وَأَحْضَرَ الشُّهُودَ وَالْقُضَاةَ، وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى الْقَاهِرِ ; لِيَشْهَدُوا عَلَيْهِ بِالْخَلْعِ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَسُمِلَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَبَقِيَ أَعْمَى لَا يُبْصِرُ.

وَأَرْسَلَ ابْنُ مُقْلَةَ إِلَى الْخُصَيْبِيِّ وَعِيسَى الْمُتَطَبِّبِ بِالْأَمَانِ، فَظَهَرَا وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا، وَاسْتَعْمَلَ الْخُصَيْبِيَّ وَوَلَّاهُ، وَاسْتَعْمَلَ الرَّاضِيَ بِاللَّهِ عَلَى الشُّرْطَةِ بَدْرًا الْخَرْشَنِيَّ، وَاسْتَعْمَلَ ابْنَ مُقْلَةَ أَبَا الْفَضْلِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الْفُرَاتِ، فِي جُمَادَى الْأُولَى، نَائِبًا عَنْهُ عَلَى سَائِرِ الْعُمَّالِ بِالْمَوْصِلِ، وَقَرْدَى، وَبَازَبْدِيِّ، وَمَارِدَيْنِ، وَطُورِ عَبْدِينَ، وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ، وَدِيَارِ بَكْرٍ، وَطَرِيقِ الْفُرَاتِ، وَالثُّغُورِ الْجَزْرِيَّةِ وَالشَّامِيَّةِ، وَأَجْنَادِ الشَّامِ، وَدِيَارِ مِصْرَ، يَصْرِفُ مَنْ يَرَى، وَيَسْتَعْمِلُ مَنْ يَرَى فِي الْخَرَاجِ، وَالْمُعَاوِنِ، وَالنَّفَقَاتِ، وَالْبَرِيدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَأَرْسَلَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ رَائِقٍ يَسْتَدْعِيهِ لِيُوَلِّيَهُ الْحَجَبَةَ، وَكَانَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى الْأَهْوَازِ

<<  <  ج: ص:  >  >>