للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَتَرَكَ الْمُهَلَّبِيُّ الْحَزْمَ، وَمَا كَانَ يُرِيدُ [أَنْ] يَفْعَلَهُ، وَدَخَلَ بِجَمِيعِ عَسْكَرِهِ، وَهَجَمَ عَلَى مَكَانِ عِمْرَانَ، وَكَانَ قَدْ جَعَلَ الْكُمَنَاءَ فِي تِلْكَ الْمَضَايِقِ، وَتَأَخَّرَ رُوزْبَهَانُ لِيَسْلَمَ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ.

فَلَمَّا تَقَدَّمَ الْمُهَلَّبِيُّ، خَرَجَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْكُمَنَاءُ، وَوَضَعُوا فِيهِمُ السِّلَاحَ، فَقُتِلُوا، وَغُرِّقُوا، وَأُسِرُوا، وَانْصَرَفَ رُوزْبَهَانُ سَالِمًا هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَأَلْقَى الْمُهَلَّبِيُّ نَفْسَهُ فِي الْمَاءِ فَنَجَا سِبَاحَةً، وَأَسَرَ عِمْرَانُ الْقَوَّادَ وَالْأَكَابِرَ، فَاضْطُرَّ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ إِلَى مُصَالَحَتِهِ وَإِطْلَاقِ مَنْ عِنْدِهِ مِنْ أَهْلِ عِمْرَانَ وَإِخْوَتِهِ، فَأَطْلَقَ عِمْرَانُ مَنْ فِي أَسْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ، وَقَلَّدَهُ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ الْبَطَائِحَ، فَقَوِيَ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ لَيْلَةَ يَوْمِ السَّبْتِ رَابِعَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ، طَلَعَ الْقَمَرُ مُنْكَسِفًا، وَانْكَسَفَ جَمِيعُهُ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا فِي الْمُحَرَّمِ، تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَابَةَ بِالْمَوْصِلِ، وَحُمِلَ تَابُوتُهُ إِلَى بَغْدَاذَ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارَابِيُّ، الْحَكِيمُ الْفَيْلَسُوفُ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِ فِيهَا، وَكَانَ مَوْتُهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ تِلْمِيذَ يُوحَنَّا بْنِ جِيلَانَ، وَكَانَتْ وَفَاةُ يُوحَنَّا أَيَّامَ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ.

وَفِيهَا مَاتَ أَبُو الْقَاسِمِ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ) الزَّجَّاجِيُّ النَّحْوِيُّ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعِينَ [وَثَلَاثِمِائَةٍ] .

<<  <  ج: ص:  >  >>