للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا وَقَعَ الْأَكْرَادُ بِنَاحِيَةِ سَاوَةَ عَلَى قُفْلٍ مِنَ الْحُجَّاجِ فَاسْتَبَاحُوهُ، وَفِيهَا خَرَجَ بِنَاحِيَةِ دُنْبَاوَنْدَ رَجُلٌ ادَّعَى النُّبُوَّةَ، فَقُتِلَ، وَخَرَجَ بِأَذْرَبِيجَانَ رَجُلٌ آخَرُ يَدَّعِي أَنَّهُ يُحَرِّمُ اللُّحُومَ وَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَأَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ، فَأَضَافَهُ رَجُلٌ أَطْعَمَهُ كِشْكِيَّةً بِشَحْمٍ، فَلَمَّا أَكَلَهَا قَالَ لَهُ: أَلَسْتَ تُحَرِّمُ اللَّحْمَ وَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَأَنَّكَ تَعْلَمُ الْغَيْبَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَهَذِهِ الْكِشْكِيَّةُ بِشَحْمٍ، وَلَوْ عَلِمْتَ الْغَيْبَ لَمَا خَفِيَ عَلَيْكَ ذَلِكَ، فَأَعْرَضَ النَّاسُ عَنْهُ. وَفِيهَا أَنْشَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ مَرْكِبًا كَبِيرًا لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ، وَسَيَّرَ فِيهِ أَمْتِعَةً إِلَى بِلَادِ الشَّرْقِ، فَلَقِيَ فِي الْبَحْرِ مَرْكِبًا فِيهِ رَسُولٌ مِنْ صِقِلِّيَةَ إِلَى الْمُعِزِّ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْمَرْكِبِ الْأَنْدَلُسِيِّ، وَأَخَذُوا مَا فِيهِ، وَأَخَذُوا الْكُتُبَ الَّتِي إِلَى الْمُعِزِّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْمُعِزَّ، فَعَمَّرَ أُسْطُولًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَاحِبَ صِقِلِّيَةَ، وَسَيَّرَهُ إِلَى الْأَنْدَلُسِ، فَوَصَلُوا إِلَى الْمِرْيَةِ، فَدَخَلُوا الْمَرْسَى وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَرَاكِبِ، وَأَخَذُوا ذَلِكَ الْمَرْكِبَ، وَكَانَ قَدْ عَادَ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَفِيهِ أَمْتِعَةٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجِوَارٍ مُغَنِّيَاتٍ، وَصَعِدَ مِنَ الْأُسْطُولِ إِلَى الْبَرِّ فَقَتَلُوا وَنَهَبُوا، وَرَجَعُوا سَالِمِينَ إِلَى الْمَهْدِيَّةِ.

وَلَمَّا سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ، سَيَّرَ أُسْطُولًا إِلَى بَعْضِ بِلَادِ إِفْرِيقِيَّةَ، فَنَزَلُوا وَنَهَبُوا، فَقَصَدَتْهُمْ عَسَاكِرُ الْمُعِزِّ، فَعَادُوا إِلَى مَرَاكِبِهِمْ، وَرَجَعُوا إِلَى الْأَنْدَلُسِ وَقَدْ قَتَلُوا وَقُتِلَ مِنْهُمْ (خَلْقٌ كَثِيرٌ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>