للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْدَهُمَا كَوْكَبٌ أَكْبَرُ مِنْهُمَا وَأَكْثَرُ ضَوْءًا.

وَفِيهَا كَانَتْ بِبَغْدَاذَ فِتْنَةٌ قَوِيَ فِيهَا أَمْرُ الْعَيَّارِينَ وَاللُّصُوصِ، فَكَانُوا يَأْخُذُونَ الْعَمَلَاتِ ظَاهِرًا.

وَفِيهَا قُطِعَتِ الْجُمُعَةُ مِنْ جَامِعِ بِرَاثَا، وَسَبَبُهَا أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ فِيهَا إِنْسَانٌ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، مُكَلِّمِ الْجُمْجُمَةِ، وَمُحْيِيهَا الْبَشَرِيِّ الْإِلَهِيِّ، مُكَلِّمِ الْفِتْيَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ (مِنَ الْغُلُوِّ) ، الْمُبْتَدَعِ، فَأَقَامَ الْخَلِيفَةُ خَطِيبًا، فَرَجَمَهُ الْعَامَّةُ، فَانْقَطَعَتِ الصَّلَاةُ فِيهِ فَاجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَعْيَانِ الْكَرْخِ مَعَ الْمُرْتَضَى، وَاعْتَذَرُوا إِلَى الْخَلِيفَةِ بِأَنَّ سُفَهَاءَ لَا يَعْرِفُونَ فَعَلُوا ذَلِكَ، وَسَأَلُوا إِعَادَةَ الْخُطْبَةِ، فَأُجِيبُوا إِلَى مَا طَلَبُوا، وَأُعِيدَتِ الصَّلَاةُ وَالْخُطْبَةُ فِيهِ.

[تَابِعُ الْوَفَيَاتِ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي الْهُبَيْشِ الزَّاهِدُ الْمُقِيمُ بِالْكُوفَةِ، وَهُوَ مِنْ أَرْبَابِ الطَّبَقَاتِ الْغَالِيَةِ فِي الزُّهْدِ، وَقَبْرُهُ يُزَارُ إِلَى الْآنِ وَقَدْ زُرْتُهُ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُنُوجَهْرُ بْنُ قَابُوسَ بْنِ وَشْمَكِيرَ، وَمَلَكَ ابْنُهُ أَنُوشَرْوَانُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>