للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا، فِي ذِي الْحِجَّةِ، تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ أَبُو عَلِيٍّ الْمُتَكَلِّمُ، كَانَ أَحَدَ رُؤَسَاءِ الْمُعْتَزِلَةِ وَأَئِمَّتِهِمْ، وَلَزِمَ بَيْتَهُ خَمْسِينَ سَنَةً لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ مِنْ عَامَّةِ بَغْدَاذَ، وَأَخَذَ الْكَلَامَ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيِّ وَعَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَمَذَانِيِّ الْقَاضِي، وَمِنْ جُمْلَةِ تَلَامِيذِهِ ابْنُ بُرْهَانَ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ.

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ هِبَةُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ السِّيبِيِّ، قَاضِي الْحَرِيمِ، بِنَهْرِ مُعَلَّى، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَكَانَ يُذَاكِرُ الْإِمَامَ الْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ، وَوَلِيَ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بَيْنَ يَدَيْ قَاضِي الْقُضَاةِ ابْنِ الدَّامَغَانِيِّ.

وَفِيهَا، فِي جُمَادَى الْأُولَى، تُوُفِّيَ أَبُو الْعِزِّ بْنُ صَدَقَةَ، وَزِيرُ شَرَفِ الدَّوْلَةِ، بِبَغْدَاذَ، وَكَانَ قَدْ قَبَضَ عَلَيْهِ شَرَفُ الدَّوْلَةِ وَسَجَنَهُ بِالرَّحْبَةِ، فَهَرَبَ مِنْهَا إِلَى بَغْدَاذَ، فَمَاتَ بَعْدَ وُصُولِهِ إِلَى مَأْمَنِهِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَكَانَ كَرِيمًا مُتَوَاضِعًا لَمْ تُغَيِّرْهُ الْوِلَايَةُ عَنْ إِخْوَانِهِ.

وَفِيهَا، فِي رَجَبٍ، تُوُفِّيَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الدَّامَغَانِيِّ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَدَخَلَ بَغْدَاذَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ الْقَاضِي أَبَا الْعَلَاءِ بْنَ صَاعِدٍ، وَحَضَرَ بِبَغْدَاذَ مَجْلِسَ أَبِي الْحُسَيْنِ الْقُدُورِيُّ، وَوَلِيَهُ قَضَاءَ الْقُضَاةِ بَعْدَهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَكْرَانَ الشَّامِيُّ، وَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ أَصْحَابِ الْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَأْمُونِ بْنِ عَلِيٍّ) أَبُو سَعْدٍ الْمُتَوَلِّي مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَاضِي حُسَيْنٍ الْمَرْوَرُوذِيِّ وَتَمَّمَ كِتَابَ " الْإِبَانَةِ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>