للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَتَاهُ أَهْلُ الْجَبَلِ فَأَعَانُوهُ عَلَى حِصَارِهَا، وَكَذَلِكَ أَهْلُ السَّوَادِ، وَأَكْثَرُهُمْ نَصَارَى، فَقَاتَلَ مَنْ بِهَا أَشَدَّ قِتَالٍ، فَقُتِلَ مِنَ الْفِرِنْجِ ثَلَاثُمِائَةٍ، ثُمَّ إِنَّهُ هَادَنَهُمْ عَلَى مَالٍ وَخَيْلٍ، فَرَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى مَدِينَةِ أَنْطَرْسُوسَ، وَهِيَ مِنْ أَعْمَالِ طَرَابُلُسَ، فَحَصَرَهَا، وَفَتَحَهَا، وَقَتَلَ مَنْ بِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَحَلَ إِلَى حِصْنِ الطُّوبَانِ وَهُوَ يُقَارِبُ رَفَنِيَّةَ، وَمُقَدَّمُهُ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْعَرِيضِ، فَقَاتَلَهُمْ، فَنُصِرَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْحِصْنِ، وَأَسَرَ ابْنُ الْعَرِيضِ مِنْهُ فَارِسًا مِنْ أَكَابِرِ فُرْسَانِهِ، فَبَذَلَ صَنْجِيلُ فِي فِدَائِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَأَلْفَ أَسِيرٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ ابْنُ الْعَرِيضِ إِلَى ذَلِكَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>