للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا حَضَرَ السُّلْطَانُ مَحْمُودٌ وَأَخُوهُ الْمَلِكُ مَسْعُودٌ عِنْدَ الْخَلِيفَةِ، فَخَلَعَ عَلَيْهِمَا، وَعَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ السُّلْطَانِ، مِنْهُمْ: وَزِيرُهُ أَبُو طَالِبٍ السُّمِيرَمِيُّ، وَشَمْسُ الْمُلْكِ عُثْمَانُ بْنُ نِظَامٍ، وَالْوَزِيرُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْمُسْتَوْفِي، وَعَلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الْأُمَرَاءِ.

وَفِيهَا، فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَهُوَ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ مِنْ كَانُونَ الثَّانِي، سَقَطَ بِالْعِرَاقِ جَمِيعِهِ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى تِكْرِيتَ ثَلْجٌ كَثِيرٌ، وَبَقِيَ عَلَى الْأَرْضِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَسُمْكُهُ ذِرَاعٌ وَهَلَكَتْ أَشْجَارُ النَّارِنْجِ، وَالْأُتْرُجِّ، وَاللَّيْمُونِ، فَقَالَ فِيهِ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:

يَا صُدُورَ الزَّمَانِ لَيْسَ بِوَفْرٍ ... مَا رَأَيْنَاهُ فِي نَوَاحِي الْعِرَاقِ

إِنَّمَا عَمَّ ظُلْمُكُمْ سَائِرَ الْخَلْقِ

،

فَشَابَتْ ذَوَائِبُ الْآفَاقِ

وَفِيهَا هَبَّتْ بِمِصْرَ رِيحٌ سَوْدَاءُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَأَهْلَكَتْ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَرِيرِيُّ، صَاحِبُ الْمَقَامَاتِ الْمَشْهُورَةِ، وَهَزَارَسْبُ بْنُ عِوَضٍ الْهَرَوِيُّ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ كَثِيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>