للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِنْ مَحَاسِنِ الدُّنْيَا، جَمَعَ كَرَمًا، وَعِلْمًا، وَدِينًا، وَعِفَّةً، وَحُسْنَ سِيرَةٍ، وَاسْتَحْلَفَهُ سَيْفُ الدِّينِ أَنَّهُ لَا يَمْضِي إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَمْضِيَ إِلَيْهِ لِلْمَوَدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ جَمَالِ الدِّينِ وَبَيْنَ نَجْمِ الدِّينِ أَيُّوبَ وَأَسَدِ الدِّينِ شِيرِكُوهْ، فَبَلَغَنِي أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ طَلَبَهُ فَلَمْ يَقْصِدْهُ لِلْيَمِينِ.

وَفِيهَا اجْتَمَعَ طَائِفَةٌ مِنَ الْفِرِنْجِ وَقَصَدُوا أَعْمَالَ حِمْصَ فَنَهَبُوهَا وَغَنِمُوا، وَأَسَرُوا وَسَبَوْا، فَسَارَ نَاصِرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ شِيرِكُوهْ، صَاحِبُ حِمْصَ، وَسَبَقَهُمْ وَوَقَفَ عَلَى طَرِيقِهِمْ. وَكَمَنَ لَهُمْ، فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ خَرَجَ إِلَيْهِمْ هُوَ وَالْكَمِينُ، وَوَضَعُوا السَّيْفَ فِيهِمْ، فَقُتِلَ أَكْثَرُهُمْ وَأُسِرَ جَمَاعَةٌ مِنْ مُقَدَّمَتِهِمْ، وَمَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ لَمْ يُفْلِتْ إِلَّا وَهُوَ مُثْخَنٌ بِالْجِرَاحِ، وَاسْتَرَدَّ مِنْهُمْ جَمِيعَ مَا غَنِمُوا فَرَدَّهُ عَلَى أَصْحَابِهِ.

[الْوَفَيَاتُ] وَفِيهَا فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ، تُوُفِّيَ صَدَقَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادُ، الَّذِي ذَيَّلَ " تَارِيخَ ابْنِ الزَّاغُونِيِّ " بِبَغْدَادَ.

وَفِيهَا فِي جُمَادَى الْأُولَى، تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْفَقِيهُ الْحَنَفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمُشَطَّبِ بِبَغْدَادَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>