للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَدَوَابَّهُمْ وَسِلَاحَهُمْ، وَأَوْدَعَ السُّجُونَ مَنْ أَسْرَهُ مِنْهُمْ.

فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ صَلَاحُ الدِّينِ يَلُومُهُ، وَيُقَبِّحُ فِعْلَهُ وَغَدْرَهُ، وَيَتَهَدَّدُهُ إِنْ لَمْ يُطْلِقِ الْأَسْرَى وَالْأَمْوَالَ، فَلَمْ يُجِبْ إِلَى ذَلِكَ، وَأَصَرَّ عَلَى الِامْتِنَاعِ، فَنَذَرَ صَلَاحُ الدِّينِ نَذْرًا أَنْ يَقْتُلَهُ إِنْ ظَفَرَ [بِهِ] ، فَكَانَ مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

كَانَ الْمُنَجِّمُونَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا قَدْ حَكَمُوا أَنَّ هَذِهِ السَّنَةَ التَّاسِعَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ تَجْتَمِعُ الْكَوَاكِبُ الْخَمْسَةُ فِي بُرْجِ الْمِيزَانِ، وَيَحْدُثُ بِاقْتِرَانِهَا رِيَاحٌ شَدِيدَةٌ، وَتُرَابٌ يُهْلِكُ الْعِبَادَ وَيُخَرِّبُ الْبِلَادَ، فَلَمَّا دَخَلَتْ هَذِهِ السَّنَةُ لَمْ يَكُنْ لِذَلِكَ صِحَّةٌ، وَلَمْ يَهُبَّ مِنَ الرِّيَاحِ شَيْءٌ الْبَتَّةَ، حَتَّى إِنَّ غِلَالَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ تَأَخَّرَ نَجَازُهَا لِعَدَمِ الْهَوَاءِ الَّذِي يَذْرِي بِهِ الْفَلَّاحُونَ، فَأَكْذَبَ اللَّهُ أُحْدُوثَةَ الْمُنَجِّمِينَ وَأَخْزَاهُمْ.

[الْوَفَيَاتُ] وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرِّيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ بَرِّيٍّ النَّحْوِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْوِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

<<  <  ج: ص:  >  >>