للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا، فِي ذِي الْقِعْدَةِ، تُوُفِّيَ الْفَقِيهُ ضِيَاءُ الدِّينِ عِيسَى الْهَكَّارِيُّ بِالْخَرُّوبَةِ مَعَ صَلَاحِ الدِّينِ، وَهُوَ مِنْ أَعْيَانِ أُمَرَاءِ عَسْكَرِهِ، وَمِنْ قُدَمَاءِ الْأَسَدِيَّةِ، وَكَانَ فَقِيهًا، جُنْدِيًّا، شُجَاعًا، كَرِيمًا، ذَا عَصَبِيَّةٍ وَمُرُوءَةٍ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّيْخِ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبَرْزِيِّ، تَفَقَّهَ عَلَيْهِ بِجَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، ثُمَّ اتَّصَلَ بِأَسَدِ الدِّينِ شِيرَكُوهُ فَصَارَ إِمَامًا لَهُ، فَرَأَى مِنْ شَجَاعَتِهِ مَا جَعَلَ لَهُ أَقْطَاعًا، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ صَلَاحِ الدِّينِ تَقَدُّمًا عَظِيمًا.

وَفِيهَا، فِي صَفَرٍ، تُوُفِّيَ شَيْخُنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبَانَ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَفْضَلِ الزَّمَانِ، بِمَكَّةَ، وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَالِمًا مُتَبَحِّرًا فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ، خِلَافَ فِقْهِ مَذْهَبِهِ وَالْأُصُولِيِّينَ، وَالْحِسَابِ وَالْفَرَائِضِ، وَالنُّجُومِ، وَالْهَيْئَةِ، وَالْمَنْطِقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَخَتَمَ أَعْمَالَهُ بِالزُّهْدِ، وَلَبِسَ الْخَشِنَ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى - مُجَاوِرًا، فَتُوُفِّيَ بِهَا، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُحْبَةً وَخُلُقًا.

وَفِيهَا، فِي ذِي الْقِعْدَةِ، مَاتَ أَبُو طَالِبٍ الْمُبَارَكُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْكَرْخِيُّ مُدَرِّسُ النِّظَامِيَّةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِّ، وَكَانَ صَالِحًا خَيِّرًا لَهُ عِنْدَ الْخَلِيفَةِ وَالْعَامَّةِ حُرْمَةٌ عَظِيمَةٌ، وَجَاهٌ عَرِيضٌ، وَكَانَ حَسَنَ الْخَطِّ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>