للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ نَاقِدٍ:

لِمَنِ الدِّيَارُ كَأَنَّهُنَّ الْمَذْهَبُ ... بَلِيَتْ وَغَيَّرَهَا الدُّهُورَ تَقَلُّبُ

يَقُولُ فِيهَا فِي ذِكْرِ الْوَقْعَةِ:

لَكِنْ فِرَارُ أَبِي الْحُبَابِ بِنَفْسِهِ ... يَوْمَ السَّرَارَةِ سِيءَ مِنْهُ الْأَقْرَبُ

وَلَّى وَأَلْقَى يَوْمَ ذَلِكَ دِرْعَهُ ... إِذْ قِيلَ جَاءَ الْمَوْتُ خَلْفَكَ يَطْلُبُ

نَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَمَا قَدْ أُشْرِعَتْ ... فِيكَ الرِّمَاحُ، هُنَاكَ شُدَّ الْمَذْهَبُ

وَهِيَ طَوِيلَةٌ أَيْضًا. وَأَبُو الْحُبَابِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلُولٍ.

[حَرْبُ الْحُصَيْنِ بْنِ الْأَسْلَتِ]

ثُمَّ كَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ بَنِي وَائِلِ بْنِ زَيْدٍ الْأَوْسِيِّينَ وَبَيْنَ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ الْخَزْرَجِيِّينَ.

وَكَانَ سَبَبُهَا أَنَّ الْحُصَيْنَ بْنَ الْأَسْلَتِ الْأَوْسِيَّ الْوَائِلِيَّ نَازَعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَازِنٍ، فَقَتَلَهُ الْوَائِلِيُّ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى أَهْلِهِ، فَتَبِعَهُ نَفَرٌ مِنْ بَنِي مَازِنٍ فَقَتَلُوهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ أَخَاهُ أَبَا قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتَ، فَجَمَعَ قَوْمَهُ وَأَرْسَلَ إِلَى بَنِي مَازِنٍ يُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ عَلَى حَرْبِهِمْ. فَتَهَيَّأُوا لِلْقِتَالِ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ أَحَدٌ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا، وَقَتَلَ أَبُو قَيْسِ بْنُ الْأَسْلَتِ الَّذِينَ قَتَلُوا أَخَاهُ ثُمَّ انْهَزَمَتِ الْأَوْسُ، فَلَامَ وَحْوَحُ بْنُ الْأَسْلَتِ أَخَاهُ أَبَا قَيْسٍ وَقَالَ: لَا يَزَالُ مُنْهَزِمٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ لِأَخِيهِ، وَيُكَنَّى أَبَا حُصَيْنٍ:

أَبْلِغْ أَبَا حِصْنٍ وَبَعْ ... ضُ الْقَوْلِ عِنْدِي ذُو كُبَارَهْ

أَنَّ ابْنَ أُمِّ الْمَرْءِ لَيْ ... سَ مِنَ الْحَدِيدِ وَلَا الْحِجَارَهْ

مَاذَا عَلَيْكُمْ أَنْ يَكُو ... نَ لَكُمْ بِهَا رَحْلًا عُمَارَهْ

يَحْمِي ذِمَارَكُمْ وَبَعْ ... ضُ الْقَوْمِ لَا يَحْمِي ذِمَارَهْ

يَبْنِي لَكُمْ خَيْرًا وَبُنْيَا ... نُ الْكَرِيمِ لَهُ آثَارَهْ

فِي أَبْيَاتٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>