للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِمَدِينَةِ الْمَوْصِلِ، وَكَانَ إِمَامًا فَاضِلًا، إِلَيْهِ انْتَهَتْ رِيَاسَةُ الشَّافِعِيَّةِ، لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ، وَكَانَ حَسَنَ الْأَخْلَاقِ، كَثِيرَ التَّجَاوُزِ عَنِ الْفُقَهَاءِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، رَحِمَهُ اللَّهُ.

وَفَى شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو الْفَضَائِلِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْآمِدِيِّ الْوَاسِطِيُّ، قَاضِيهَا، وَكَانَ نَعْمَ الرَّجُلُ.

وَفِي شَعْبَانَ تُوُفِّيَ الْمُعِينُ أَبُو الْفُتُوحِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَمِينُ، شَيْخُ الشُّيُوخِ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ مَوْتُهُ بِجَزِيرَةِ كَاسٍ، مَضَى إِلَيْهَا رَسُولًا مِنَ الْخَلِيفَةِ، وَكَانَ مِنْ أَصْدِقَائِنَا، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ مُتَأَكَّدَةٌ، وَصُحْبَةٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ - رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ - وَلَهُ كِتَابَةٌ حَسَنَةٌ، وَشِعْرٌ جَيِّدٌ وَكَانَ عَالِمًا بِالْفِقْهِ وَغَيْرِهِ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَتَّبَ أَخُوهُ زَيْنُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ، وَكَانَ نَاظِرًا عَلَى الْمَارَسْتَانِ الْعَضُدِيِّ، فَتَرَكَهُ وَاقْتَصَرَ عَلَى الرِّبَاطِ.

وَفِي ذِي الْحِجَّةِ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ الْكَاتِبُ الْحَسَنُ الْخَطِّ، وَكَانَ يُؤَدِّي طَرِيقَةَ ابْنِ الْبَوَّابِ وَكَانَ فَقِيهًا، حَاسِبًا، مُتَكَلِّمًا.

وَتُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ مَسْعُودٍ أَبِي الْعِزِّ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ، يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الْفُقَرَاءُ كَثِيرًا، وَيُحْسِنُ إِلَيْهِمْ.

وَتُوُفِّيَ أَيْضًا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْدُونَ الثَّعْلَبِيُّ الْعَدَوِيُّ، وَهُوَ وَلَدُ مُصَنِّفِ التَّذْكِرَةِ، وَكَانَ عَالِمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>