للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّمِائَة]

٦٠٩ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّمِائَةٍ

ذِكْرُ قُدُومِ ابْنِ مَنْكِلِي بَغْدَادَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي الْمُحَرَّمِ قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْكِلِي، الْمُسْتَوْلِي عَلَى بِلَادِ الْجَبَلِ إِلَى بَغْدَادَ. وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ مَنْكِلِي لَمَّا اسْتَوْلَى عَلَى بِلَادِ الْجَبَلِ، وَهَرَبَ إِيدَغْمَشُ صَاحِبُهَا مِنْهَا إِلَى بَغْدَادَ خَافَ أَنْ يُسَاعِدَهُ الْخَلِيفَةُ، وَيُرْسِلَ مَعَهُ الْعَسَاكِرَ فَيَعْظُمَ الْأَمْرُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَكَّنَ فِي الْبِلَادِ، فَأَرْسَلَ وَلَدَهُ مُحَمَّدًا وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعَسْكَرِ فَخَرَجَ النَّاسُ بِبَغْدَادَ عَلَى طَبَقَاتِهِمْ يَلْتَقُونَهُ، وَأُنْزِلَ وَأُكْرِمَ، وَبَقِيَ بِبَغْدَادَ إِلَى أَنَّ قُتِلَ إِيدَغْمَشُ، فَخَلَعَ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ مَعَهُ، وَأُكْرِمُوا، وَسَيَّرَهُمْ إِلَى أَبِيهِ.

ذِكْرُ عِدَّةَ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَبَضَ الْمَلِكُ الْعَادِلُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ مِصْرَ وَالشَّامِ، عَلَى أَمِيرٍ اسْمُهُ أُسَامَةُ، كَانَ لَهُ إِقْطَاعٌ كَثِيرٌ مِنْ جُمْلَتِهِ حِصْنُ كَوْكَبَ مِنْ أَعْمَالِ الْأُرْدُنِّ بِالشَّامِ، وَأَخَذَ مِنْهُ حِصْنَ كَوْكَبَ وَخَرَّبَهُ، وَعَفَّى أَثَرَهُ، وَمِنْ بَعْدِهِ بَنَى حِصْنًا بِالْقُرْبِ مِنْ عَكَّا عَلَى جَبَلٍ يُسَمَّى الطُّورَ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ هُنَاكَ، وَشَحْنَهُ بِالرِّجَالِ وَالذَّخَائِرِ وَالسِّلَاحِ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الصَّيْفِ الْيَمَنِيُّ، فَقِيهُ الْحَرَمِ الشَّرِيفِ بِمَكَّةَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>