للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الْأَحْدَاثُ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ]

٥ -

الْأَحْدَاثُ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ

فِيهَا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَهِيَ ابْنَةُ عَمَّتِهِ، كَانَ زَوَّجَهَا مَوْلَاهُ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرِيدُهُ وَعَلَى الْبَابِ سِتْرٌ مِنْ شَعَرٍ، فَرَفَعَتْهُ الرِّيحُ فَرَآهَا وَهِيَ حَاسِرَةٌ، فَأَعْجَبَتْهُ وَكُرِّهَتْ إِلَى زَيْدٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقْرَبَهَا، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَرَابَكَ فِيهَا شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ. فَفَارَقَهَا زَيْدٌ وَحَلَّتْ، وَأُنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَنْ يُبَشِّرُ زَيْنَبَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَنِيهَا؟ وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ قَوْلَهُ - تَعَالَى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٣٧] الْآيَةَ، فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى نِسَائِهِ وَتَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهْلُوكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ.

وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَسَبَبُهَا أَنَّهُ بَلَغَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ بِهَا جَمْعًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَغَزَاهُمْ، فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، وَخَلَّفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ، وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ إِبِلًا وَغَنَمًا وُجِدَتْ لَهُمْ.

وَمَاتَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَسَعْدٌ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ.

وَفِيهَا وَادَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ الْفَزَارِيَّ أَنْ يَرْعَى بِتَغْلَمَيْنِ وَمَا وَالَاهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>