للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زَعَمَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُبْطِلٌ جَهْمِيٌّ. وَلَيْسَ مَقْصُودُ السَّلَفِ بِأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ لَفْظَ الْقُرْآنِ يَكُونُ جَهْمِيًّا مُبْتَدِعًا، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَافِرًا زِنْدِيقًا وَإِنَّمَا مَقْصُودُهُمْ مَنْ أَنْكَرَ مَعْنَاهُ وَحَقِيقَتَهُ.

[قَوْلُ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ]

(قَوْلُ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ) الْخُزَاعِيِّ أَحَدِ شُيُوخِ النَّبِيلِ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى قَالَ فِي قَوْلِهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: ٤] مَعْنَاهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ بِعِلْمِهِ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] أَرَادَ أَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ تَعَالَى بِخَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ، وَلَيْسَ مَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ نَفْسَهُ وَلَا رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْبِيهًا.

[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ]

(قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ) : رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ صَالِحُ بْنُ الضُّرَيْسِ: جَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ (الرَّزِايِّ) يَضْرِبُ قَرَابَةً لَهُ بِالنَّعْلِ عَلَى رَأْسِهِ يَرَى رَأْيَ جَهْمٍ وَيَقُولُ: لَا حَتَّى تَقُولَ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.

<<  <   >  >>