للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُنْكَرٌ، قَالَ: وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِيهِ زِيَادَةٌ مُدْرَجَةٌ، وَهِيَ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ لَمَّا فَرَّجَ إِلَى آخِرِهِ، وَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَالْأَشْبَهُ أَنَّ السِّيَاقَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَحَرَّفُوهُ بِإِسْحَاقَ.

وَأَخْرَجَ عبد الرزاق، عَنْ معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ القاسم قَالَ: اجْتَمَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وكعب فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، وَإِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» " فَقَالَ كعب: " أَفَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّهُ لَمَّا رَأَى ذَبْحَ ابْنِهِ إِسْحَاقَ قَالَ الشَّيْطَانُ: إِنْ لَمْ أَفْتِنْ هَؤُلَاءِ عِنْدَ هَذِهِ لَمْ أَفْتِنْهُمْ أَبَدًا، فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِهِ ; لِيَذْبَحَهُ فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فَدَخَلَ عَلَى سارة، فَقَالَ: أَيْنَ ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِكِ؟ قَالَتْ: غَدَا بِهِ لِبَعْضِ حَاجَاتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ، وَإِنَّمَا ذَهَبَ بِهِ لِيَذْبَحَهُ، قَالَتْ: وَلِمَ يَذْبَحُهُ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَتْ: قَدْ أَحْسَنَ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ، فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فِي أَثَرِهِمَا، فَقَالَ لِلْغُلَامِ: أَيْنَ ذَهَبَ بِكَ أَبُوكَ؟ قَالَ: لِبَعْضِ حَاجَاتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَا يَذْهَبُ بِكَ لِحَاجَةٍ وَلَكِنَّهُ يَذْهَبُ بِكَ لِيَذْبَحَكَ، قَالَ: وَلِمَ يَذْبَحُنِي؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ اللَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ لَيَفْعَلَنَّ، فَتَرَكَهُ وَلَحِقَ بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: أَيْنَ غَدَوْتَ بِابْنِكَ؟ قَالَ: لِحَاجَةٍ قَالَ: فَإِنَّكَ لَمْ تَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ إِنَّمَا غَدَوْتَ بِهِ لِتَذْبَحَهُ، قَالَ: وَلِمَ أَذْبَحُهُ؟ قَالَ: تَزْعُمُ أَنَّ رَبَّكَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ اللَّهُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ لَأَفْعَلَنَّ، فَتَرَكَهُ وَيَئِسَ أَنْ يُطَاعَ " وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ ابن وهب، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن حارثة الثقفي أَخْبَرَهُ أَنَّ كعبا قَالَ لأبي هريرة فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: " وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِسْحَاقَ: إِنِّي أَعْطَيْتُكَ دَعْوَةً أَسْتَجِيبُ لَكَ فِيهَا، قَالَ إِسْحَاقُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي أَيُّمَا عَبْدٍ لَقِيَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ "، وَقَالَ عبد الله بن أحمد فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ: أَنَا الليث بن خالد أبو بكر البلخي، حَدَّثَنَا محمد بن ثابت العبدي، عَنْ موسى بن أبي بكر عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ فِي الْمَنَامِ ذَبْحَ إِسْحَاقَ سَارَ بِهِ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلَى الْمَنْحَرِ بِمِنًى مَسِيرَةَ شَهْرٍ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ، فَلَمَّا صَرَفَ عَنْهُ الذَّبْحَ وَأُمِرَ بِذَبْحِ الْكَبْشِ ذَبَحَهُ، ثُمَّ رَاحَ بِهِ رَوَاحًا إِلَى مَنْزِلِهِ فِي عَشِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مَسِيرَةَ شَهْرٍ طُوِيَتْ لَهُ الْأَوْدِيَةُ وَالْجِبَالُ، وَهَذَا الْقَوْلُ نَسَبَهُ القرطبي لِلْأَكْثَرِينَ، وَعَزَاهُ الْبَغَوِيُّ وَغَيْرُهُ إِلَى عمر، وعلي، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وجابر، والعباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وَمُجَاهِدٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وأبي ميسرة، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد الله بن شقيق، وَالزُّهْرِيِّ، والقاسم بن يزيد، ومكحول، وكعب، وعثمان بن حاضر، والسدي، والحسن، وقتادة، وأبي

<<  <  ج: ص:  >  >>