للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُزَوِّجَكَ فِي الْأَرْضِ، وَلَقَدْ هَبَطَ عَلَيَّ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي لَمْ أَرَ قَبْلَهُ فِي الْمَلَائِكَةِ مِثْلَهُ بِوُجُوهٍ شَتَّى وَأَجْنِحَةٍ شَتَّى فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ أَبْشِرْ بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ وَطَهَارَةِ النَّسْلِ، فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَنَا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِإِحْدَى قَوَائِمِ الْعَرْشِ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَأْذَنَ لِي بِبِشَارَتِكَ، وَهَذَا جِبْرِيلُ عَلَى أَثَرِي يُخْبِرُكَ عَنْ كَرَامَةِ رَبِّكَ لَكَ، فَمَا تَمَّ كَلَامَهُ حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ وَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ وَضَعَ فِي يَدِهِ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ فِيهَا سَطْرَانِ مَكْتُوبَانِ بِالنُّورِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْخُطُوطُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ فَاخْتَارَكَ مِنْ خَلْقِهِ وَبَعَثَكَ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهَا ثَانِيًا فَاخْتَارَ لَكَ مِنْهَا أَخًا وَوَزِيرًا وَصَاحِبًا فَزَوَّجَهُ ابْنَتَكَ فاطمة، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: أَخُوكَ فِي الدِّينِ وَابْنُ عَمِّكَ فِي النَّسَبِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى الْجِنَانِ أَنْ تَزَخْرَفِي، وَإِلَى الْحُورِ أَنْ تَزَيَّنِي» ، وَإِلَى شَجَرَةِ طُوبَى كَمَا تَقَدَّمَ.

وَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «دَخَلَتْ أم أيمن عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ تَبْكِي - فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ زَوَّجَ بِنْتَهُ وَنَثَرَ عَلَيْهَا اللَّوْزَ وَالسُّكَّرَ، فَتَذَكَّرْتُ تَزْوِيجَكَ فاطمة وَلَمْ تَنْثُرْ عَلَيْهَا شَيْئًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْكَرَامَةِ وَاسْتَخَصَّنِي بِالرِّسَالَةِ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا زَوَّجَ عليا فاطمة أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ أَنْ يُحْدِقُوا بِالْعَرْشِ فِيهِمْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَأَمَرَ الْجِنَانَ أَنْ تُزَخْرَفَ وَالْحُورَ الْعِينِ أَنْ تُزَيَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهَا أَنْ تَرْقُصَ فَرَقَصَتْ، ثُمَّ أَمَرَ الطُّيُورَ أَنْ تُغَنِّيَ فَغَنَّتْ، ثُمَّ أَمَرَ شَجَرَةَ طُوبَى أَنْ تَنْثُرَ عَلَيْهِمُ اللُّؤْلُؤَ الرَّطْبَ مَعَ الدُّرِّ الْأَبْيَضِ مَعَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ مَعَ الْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ» .

وَفِي الرِّوَايَةِ: كَانَ الزَّوَاجُ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، وَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا أَنِ انْثُرِي مَا عَلَيْكِ فَنَثَرَتِ الدُّرَّ وَالْجَوْهَرَ وَالْمَرْجَانَ، هَذَا كَذِبٌ مُفْتَرًى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ، قَاتَلَ اللَّهُ وَاضِعَهُ، مَا أَشَدَّ عَذَابَهُ فِي النِّيرَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنْ حُمَاةِ السُّنَّةِ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ.

وَالْمَسْؤُولُ - مِنْ مَوَالِينَا وَسَادَاتِنَا عُلَمَاءِ الْإِسْلَامِ وَحَسَنَاتِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ جَمَّلَ اللَّهُ تَعَالَى بِوُجُودِهِمْ، وَأَفَاضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَرَكَاتِهِمْ وَجُودِهِمْ - إِمْعَانُ النَّظَرِ فِيمَا سُطِرَ فِي هَذِهِ الْكُرَّاسَةِ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُدَوَّنَ فِي كِتَابٍ، وَيُسَمَّى نُزْهَةَ الْمَجَالِسِ وَمُنْتَخَبَ النَّفَائِسِ، وَيَتَدَاوَلَهُ مَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ تُمَيِّزُ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ؟ وَيَكْتُبَهُ أَوْ يَسْتَكْتِبَهُ وَيُقْرَأَ وَيُنْقَلَ مِنْهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>