للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: «إِذَا أَنَا بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مِنْبَرٍ فِيهِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَأَنْتَ فِي أَعْلَاهَا دَرَجَةً، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا الْمِنْبَرُ الَّذِي رَأَيْتَ فِيهِ سَبْعَ دَرَجَاتٍ، وَأَنَا فِي أَعْلَاهَا دَرَجَةً، فَالدُّنْيَا سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ، وَأَنَا فِي آخِرِهَا أَلْفًا» " أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ، وَأَوْرَدَهُ السهيلي فِي الرَّوْضِ الْأُنُفِ، وَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَ الْإِسْنَادِ فَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْ طُرُقٍ صِحَاحٍ أَنَّهُ قَالَ: الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ، كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ، وَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِهَا.

وَصَحَّحَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ هَذَا الْأَصْلَ وَعَضَّدَهُ بِآثَارٍ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " «وَأَنَا فِي آخِرِهَا أَلْفًا» " أَيْ: مُعْظَمُ الْمِلَّةِ فِي الْأَلْفِ السَّابِعَةِ ; لِيُطَابِقَ مَا سَيَأْتِي مِنْ أَنَّهُ بُعِثَ فِي أَوَاخِرِ الْأَلْفِ السَّادِسَةِ، وَلَوْ كَانَ بُعِثَ فِي أَوَّلِ الْأَلْفِ السَّابِعَةِ كَانَتِ الْأَشْرَاطُ الْكُبْرَى: كَالدَّجَّالِ، وَنُزُولِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وُجِدَتْ قَبْلَ الْيَوْمِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ ; لِتَقُومَ السَّاعَةُ عِنْدَ تَمَامِ الْأَلْفِ، وَلَمْ يُوجَدْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْبَاقِيَ مِنَ الْأَلْفِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ [سَنَةٍ] .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي التَّفْسِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمَعِ الْآخِرَةِ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ ذَمِّ الْأَمَلِ: حَدَّثَنَا علي بن سعد، حَدَّثَنَا حمزة بن هشام، قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: إِنَّمَا الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جُمَعِ الْآخِرَةِ، وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيرِهِ: حَدَّثَنَا محمد بن الفضل، حَدَّثَنَا حماد بن زيد عَنْ يحيى بن عتيق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَسْلَمَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: ٤٧] ، وَجَعَلَ أَجَلَ الدُّنْيَا سِتَّةَ أَيَّامٍ، وَجَعَلَ السَّاعَةَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ، قَدْ مَضَتْ سِتَّةُ أَيَّامٍ، وَأَنْتُمْ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ.

وَقَالَ ابن إسحاق: حَدَّثَنَا محمد بن أبي محمد، حَدَّثَنَا عكرمة - أَوْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ يَهُودَ كَانُوا يَقُولُونَ: مُدَّةُ الدُّنْيَا سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا نُعَذَّبُ لِكُلِّ أَلْفِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا يَوْمًا وَاحِدًا فِي النَّارِ، وَإِنَّمَا هِيَ سَبْعَةُ أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ الْعَذَابُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة: ٨٠] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (خَالِدُونَ) ، أَخْرَجَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وابن المنذر، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَنَا شبابة عَنْ ورقاء، عَنِ ابن أبي نجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ، وَقَالَ الدينوري فِي الْمُجَالَسَةِ: ثَنَا محمد بن عبد العزيز، أَخْبَرَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ سالما الخواص يَقُولُ: سَمِعْتُ عثمان بن

<<  <  ج: ص:  >  >>