للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْوَاسِطِيُّ، وَكُنْتُ فِي دَارِ الدُّنْيَا سِتِّينَ سَنَةً أُعَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: صَدَقَ، هُوَ يزيد بن هارون، نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ، فَلَا رَوْعَةَ عَلَيْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ.

وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ فِي انْتِخَابِهِ لِحَدِيثِ الفراء: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَدٍ الْأَرْتَاحِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، أَنَا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري الحافظ، ثَنَا القاضي أبو الحسن محمد بن إسحاق الملحمي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، ثَنَا محمد بن كثير بن بنت يزيد بن هارون قَالَ: رَأَيْتُ جَدِّي يزيد بن هارون فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا جَدِّي، كَيْفَ رَأَيْتَ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ جَاءَانِي فَأَجْلَسَانِي فِي قَبْرِي، وَقَالَا لِي: مَنْ رَبُّكَ؟ فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلِي يُقَالُ هَذَا وَقَدْ كُنْتُ أُعَلِّمُ النَّاسَ الدِّينَ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً؟

الثَّالِثَةُ: عَجِبْتُ مِمَّنِ اسْتَغْرَبَ سُؤَالَ الْمَيِّتِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَقَدْ صَرَّحَ الْغَزَالِيُّ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، ذَكَرَ الشَّيْخُ تاج الدين السبكي فِي " الطَّبَقَاتِ الْوُسْطَى " فِي تَرْجَمَةِ الشيخ أبي الفتوح أخي الغزالي أَنَّهُ حَكَى يَوْمًا عَلَى رَأْسِ مِنْبَرِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَخِي حُجَّةَ الْإِسْلَامِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتَ مِنْ حِينِ يُوضَعُ عَلَى النَّعْشِ يُوقَفُ فِي أَرْبَعِينَ مَوْقِفًا يُسَائِلُهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ السبكي: فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى دِينِهِ وَيَخْتِمَ لَنَا بِخَيْرٍ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.

الرَّابِعَةُ: أَخْرَجَ ابن سعد فِي " الطَّبَقَاتِ " مِنْ طَرِيقِ ليث، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْهُ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الْأَمَانَةُ، قَالَ: وَكَانَ يَعُدُّ الْحَدِيثَ حَرْفًا حَرْفًا.

وَأَخْرَجَ أبو نعيم فِي " الْحِلْيَةِ " مِنْ طَرِيقِ ليث قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: مَا تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْهُ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ الْأَمَانَةَ وَالصِّدْقَ قَدْ ذَهَبَا مِنَ النَّاسِ، وَقَالَ أبو محمد عبيد الله بن علي بن عبد الرحمن بن منصور بن زياد الكاتب فِي أَمَالِيهِ: ثَنَا الحسن بن علي بن راشد قَالَ: سَمِعْتُ أبا الربيع العتكي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: إِنِّي أَخَذْتُ مَنْ كُلِّ طَيْرٍ رِيشَةً، وَمَنْ كُلِّ ثَوْبٍ خِرْقَةً، قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: إِنِّي لَأَحْرِمُ جُلَسَائِيَ الْحَدِيثَ الْغَرِيبَ لِمَوْضِعِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ثَقِيلٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>