للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَدَلُوا عَنْ مَحَجَّةِ الْعِلْمِ لَمَّا ... دَقَّ عَنْهُمْ فَهْمُ الْعُلُومِ وَقَالُوا

إِنَّمَا الشَّرْعُ يَا أَخِي كِتَابُ اللَّهِ ... لَا هُوَّةَ بِهِ وَلَا إِشْكَالُ

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ ... فَاضَ يَقْضِي إِلَيْهِ الْمَآلُ

وَطَرِيقُ الْآثَارِ تُعْرَفُ بِالنَّقْلِ ... وَلِلنَّقْلِ فَاعْلَمَنْهُ رِجَالُ

هَمُّهُمْ نَقْلُهُ وَنَفْيُ الَّذِي قَدْ ... وَضَعَتْهُ عِصَابَةٌ ضُلَّالُ

لَمْ يَنْوُوا فِيهِ جَاهِدِينَ وَلَمْ تَقْطَعْهُمْ ... عَنْ طِلَابِهِ الْأَشْغَالُ

وَقَضَوْا لَذَّةَ الْحَيَاةِ اغْتِبَاطًا ... بِالَّذِي حَرَّرُوهُ مِنْهُ وَقَالُوا

وَرَضَوْهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بَدِيلًا ... فَلَعَمْرِي لَنِعْمَ ذَاكَ الْبِدَالُ

وَلَقَدْ جَاءَنَا عَنِ السَّيِّدِ الْمَا ... جِدِ حِلْفِ الْعَلْيَاءِ فِيهِمْ مَقَالُ

أحمد الْمُنْتَمِي إِلَى حَنْبَلٍ أَكْ ... رِمْ بِهِ فِيهِ مَفْخَرٌ وَجَمَالُ

إِنَّ أَبِدَالَ أُمَّةِ الْمُصْطَفَى أَحْمَدَ ... هُمْ حِينَ تُذْكَرُ الْأَبْدَالُ

فَائِدَةٌ: قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: صَارَتِ الْأَبْدَالُ أَبْدَالًا بِأَرْبَعَةٍ: قِلَّةِ الْكَلَامِ، وَقِلَّةِ الطَّعَامِ، وَقِلَّةِ الْمَنَامِ، وَاعْتِزَالِ الْأَنَامِ، وَأَخْرَجَ أبو نعيم فِي الْحِلْيَةِ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ فَقَالَ: اضْطِرَابٌ بِلَا سُكُونٍ، رَجُلٌ يَضْطَرِبُ بِجَوَارِحِهِ وَقَلْبُهُ سَاكِنٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لَا إِلَى عَمَلِهِ، وَسُكُونٌ بِلَا اضْطِرَابٍ، رَجُلٌ سَاكِنٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِلَا حَرَكَةٍ، وَهَذَا عَزِيزٌ وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الْأَبْدَالِ.

وَأَخْرَجَ عَنْ مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ قَالَ: مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، كُتِبَ مِنَ الْأَبْدَالِ، وَأَخْرَجَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النِّبَاجِيِّ قَالَ: إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَكُونُوا أَبْدَالًا فَأَحِبُّوا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَمَنْ أَحَبَّ مَا شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِنْ مَقَادِيرِ اللَّهِ شَيْءٌ إِلَّا أَحَبَّهُ.

فَائِدَةٌ: فِي كِتَابِ كِفَايَةِ الْمُعْتَقِدِ لليافعي - نَفَعَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ - قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْأَبْدَالُ أَبْدَالًا لِأَنَّهُمْ إِذَا غَابُوا تُبَدَّلُ فِي مَكَانِهِمْ صُوَرٌ رُوحَانِيَّةٌ تَخْلُفُهُمْ، وَبُنِيَ عَلَى ذَلِكَ مَا حُكِيَ عَنِ الشَّيْخِ مفرج الدماميلي أَنَّهُ رَآهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ [بِعَرَفَةَ] وَرَآهُ آخَرُ فِي مَكَانِهِ مِنْ زَاوِيَتِهِ بِدَمَامِيلَ لَمْ يُفَارِقْهُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَاجُّ ذَكَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ذَلِكَ لِصَاحِبِهِ وَتَنَازَعَا فِي ذَلِكَ وَحَلَفَ كُلٌّ بِالطَّلَاقِ فَاخْتَصَمَا إِلَيْهِ، فَأَقَرَّهُمَا وَأَبْقَى كُلًّا مِنْهُمَا عَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>