للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خطبة عام ١٤٠٩ الهجري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (١)

أما بعد:

“ الوصية بتقوى الله، وبيان الحكمة من إرسال الرسل إلى العباد “

أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، إن الله بعث أنبياءه ورسله دعاة إليه، دعاة إلى دينه، ليقيم بهم الحجة على العباد، {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (٢) .

أيدهم الله بمعجزات تدل على صدقهم، وصدق ما جاءوا به، وأنهم رسل الله حقا، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة (٣) »

“ ذكر معجزة النبي الخالدة القرآن الكريم وبيان فضلها “

أمة الإسلام، إن معجزة محمد -صلى الله عليه وسلم- هي القرآن العظيم والذكر الحكيم، الذي جعله الله معجزة باقية ما بقيت الدنيا، فالقرآن الحكيم معجزة محمد -صلى الله عليه وسلم-، إن معجزات الأنبياء انقضت بانقضائهم، ولما


(١) سبق تخريج خطبة الحاجة في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) ، الهامش (١)
(٢) سورة النساء الآية ١٦٥
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: فضائل القرآن، باب: كيف نزل الوحي، وأول ما نزل، (فتح الباري ٩ \ ٣، ح ٤٩٨١) ، ومسلم في صحيحه ١ \١٣٤، كتاب: الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ح (١٥٢)

<<  <   >  >>