للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

“ دور الحكومة بعد الله -سبحانه وتعالى- في تيسير الحج وتسهيله “

حجاج بيت الله الحرام، هذا وقد اجتمعتم في هذا المكان المبارك، وشاهدتم -ولله الفضل والمنة- ما نعمت به بلاد الحرمين من خدمات عظيمة وتسهيلات كبيرة، كما ذلل من الصعاب وسهل من الأمور بتوفيق الله ورحمته، فإن المسئولين في هذه البلاد – من أول مسئول فيهم إلى آخره – بذلوا جهودا مضنية وجهودا جبارة، قاموا بواجب عظيم، سهلوا لحجاج بيت الله الحرام كل المهمات، ذللوا أمامهم الصعاب، يشهد المسلم تلك العناية العظيمة بالحرمين والطرق الموصلة إليه، وما تقوم به أجهزة هذه البلاد على اختلافها: أمنية، وصحية، وغير ذلك من أجهزة الدولة التي تقوم بكل جهد، وبكل عمل في سبيل راحة الحجيج.

إن هذه الأعمال إنما تقدمها هذه البلاد شكرا لله على نعمته أن جعلهم خدام بيت الله الحرام، ورعاة هذا البلد الأمين، فهم يؤدون هذه الأعمال انطلاقا من مبدأ عظيم: طاعة الله، وطاعة رسوله، ومحبة الخير لهذه الأمة.

إن هذه البلاد -ولله الفضل- بما من الله عليها بتحكيم شرع الله، وإقامة حدود الله، ورعاية الحرمين العظيمين -هي أيضا تنطلق في سبيل راحة المسلمين وتضميد جروحهم، وحل مشاكلهم، وإنهاء خصومتهم، وبذل كل جهد في سبيل ما يسعد الأمة ويعينها من قريب أو بعيد؛ لأنها ترى ذلك واجبا إسلاميا عليها، محبة الخير للأمة والسعي في مصالحهم وجمع كلمتهم وتوحيد شملهم، ومساعدتهم في كل كارثة تنزل بهم؛ لأن هذا من منطلق الإيمان، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا (١) » فوفق الله حكومتنا لكل


(١) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٤) ، الهامش (٣)

<<  <   >  >>