للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٦٧ - - قال: وثنا العباسي بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: ثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثَنَا أَبُو نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: {كَانَ لَهَبُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ يَسُبُّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ. قَالَ: فَخَرَجَ يُرِيدُ الشَّامَ فِي قَافِلَةٍ مَعَ أَصْحَابِهِ. قَالَ: فَنَزَلُوا مَنْزِلًا. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخَافُ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: قالوا له: كلا. قال: فَحَفِظُوا الْمَتَاعَ حَوْلَهُ وَقَعَدُوا يَحْرُسُونَهُ. قَالَ: فَجَاءَ السبع فانتزعه فذهب به} .

٣٤٦٨ - - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا عَبْدُ الله ابن الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ: {أَنَّ غَرَفَةَ بْنَ الْحَارِثِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ عَلَى رَجُلٍ كَانَ يَلْبَسُ كُلَّ يَوْمٍ ثَوْبًا- أو قال: حلة- لا تشبه الأخرى، يلبس في السنة ثلاثمائة وستين ثوبًا، وَكَانَ لَهُ عَهْدٌ فَدَعَاهُ غَرَفَةُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَغَضِبَ، فَسَبَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَتَلَهُ غَرَفَةُ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّهُمْ إِنَّمَا يَطْمَئِنُّونَ إِلَيْنَا لِلْعَهْدِ. قَالَ: وَمَا عَاهَدْنَاهُمْ عَلَى أَنْ يُؤْذُونَا فِي اللَّهِ ورسوله. قال: فقال غرفة لعمرو: إذا جلست معنا أو اتكأت بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَلَا تَفْعَلْ؟ فَإِنَّكَ إِنْ عُدْتَ كَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ. فَعَادَ عَمْرٌو، فَكَتَبَ، فَجَاءَهُ قاصد عمر إلى عمرو: بلغني أنك إذا جلست مع أصحابك أو اتكأت، بين أظهرهم كما تفعل العجم فلا تفعل، اجلس معهم ما جلست، فإذا فى دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ. فَقَالَ عَمْرٌو لِغَرَفَةَ: قَدْ أُثِبْتَ عَلَيَّ عِنْدَ عُمَرَ. فَقَالَ: مَا عَهِدْتَنِي كَذَّابًا. قَالَ: فَكَانَ عَمْرٌو بعد ذلك يريد أن يتكىء فَيَذْكُرَ فَيَجْلِسَ وَيَقُولُ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ غَرَفَةَ. قَالَ: وَخَرَجُوا ذَاتَ يَوْمٍ- يَوْمَ ضَبَابٍ- فَقَدَمَ فَرَسُ غَرَفَةَ فَرَسَ عَمْرٍو، فَقَالَ عَمْرٌو: مَا يَوْمِي مِنْ غَرَفَةَ بِوَاحِدٍ. فقيلَ لِغَرَفَةَ: إِنَّ الْأَمِيرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُبْصِرْهُ مِنَ الْغُبَارِ. (قَالَ) : فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ قَالَ: لَا تَعُودُوهُمْ هَذَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُ. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ مِنَ الْغُبَارِ. قَالَ: اللَّهُمَّ غَفْرًا، لَوْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ فَرَسَكَ. قَالَ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ رَمَى بِكَ فِي أقصى حجر بِالْمَرْحِ، أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>