للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خصال واجبة، فمن نرك منها خصلة ترك حقًّا واجيًا لِأَخِيهِ عَلَيْهِ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُسَلِّمَ عليه إذا لقيه، ويشمته إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَتْبَعَ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيَنْصَحَهُ إِذَا اسْتَنْصَحَهُ".

٥١٥٠ / ٣ - رَوَاهُ أَحْمَدُ بق مَنِيعٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عبد الرحمق بسم زياد الأفريقي، على أبيه قال: "غزونا البحر مع معاويذ فَانْضَمَّ مَرْكَبُنَا إِلَى مَرْكَبٍ فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ فَأَتَانَا فَقَالَ: دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فُلْيُجِبْ وَإِنْ كَانَ صَائِمًا. وَكَانَ معنا رَجُلٌ مَزَّاحٌ، فَكَانَ يَقُولُ لِصَاحِبِ طَعَامِنَا: يَا فلان، جزاك الله خيرًا أو برًّا، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ جَعَلَ يَغْضَبُ وَيَشْتُمُ، فَقَالَ المزاح: ماتقول يَا أَبَا أَيُّوبَ إِذَا أَنَا قُلْتُ لِرَجُلٍ: جزاك الله خيرًا وبرًّا شتمني؟ فتال أَبُو أَيُّوبَ: اقْلِبْ لَهُ. ثُمَّ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: كُنَّا نَقُولُ: مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ أَصْلَحَهُ الشَّرُّ. فَقَالَ الْمَزَّاحُ لِلرَّجُلِ: جَزَاكَ اللَّهُ شرًّا وعزًّا. فضحك ورضي، فقال: لا تدع بطالتك عَلَى حَالٍ. فَقَالَ الْمَزَّاحُ: جَزَاكَ اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ خَيْرًا وَبِرًّا، قَدْ قَالَ لِي".

٥١٥٠ / ٤ - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: قَالَ: ثَنَا أَبْو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، حَدَّثَنِي أَبِي "أنه جمعهم مرسى لَهُمْ فِي مَغْزًى لَهُمْ مَرْكَبُهُمْ وَمَرْكَبُ أَبِي أيوب الأنصاريما، قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَإِلَى أَهْلِ مَرْكَبِهِ، فَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ فَقَالَ: دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ، وَكَانَ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ أُجِيبَكُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: حَقُّ الْمُسْلِمِ على المسلم ست خصال واجبة، فمن ترك خَصْلَةً مِنْهَا فَقَدْ تَرَكَ حَقًّا وَاجِبًا لِأَخِيهِ عَلَيْهِ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، وَأَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَأَنْ يُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَأَنْ يَنْصَحَهُ إِذَا اسْتَنْصَحَهُ، وَأَنْ يَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ، وَأَنْ يَتْبَعَ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَكَانَ فينا رجل مزاح ورجل يلي ننقاتنا، فَجَعَلَ الْمَزَّاحُ يَقُولُ لِلَّذِي يَلِي نَفَقَاتِنَا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَبَرًّا فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ جَعَلَ يغضب ... " فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>