للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له يعمل فيها- وقيل انه يحتطب- وقد قال الله عز وجل لهم لا تهلكوهم حتّى يشهد عليهم لوط اربع شهادات- فاستضافوه فانطلق بهم- فلما مشى ساعة قال لهم ما بلغكم امر هذه القرية قالوا وما أمرهم- قال اشهد بالله انها لشر قرية فى الأرض عملا- يقول ذلك اربع مرات فدخلوا معه منزله- وروى انه حمل الحطب وتبعته الملائكة فمر على جماعة من قومه فغمزوا فيما بينهم- فقال لوط ان قومى شر خلق الله- ثم مر على قوم آخرين فغمزوا فقال مثله- ثم مر بقوم آخرين ففعل مثله- فكان كلما قال لوط هذا القول قال جبرئيل عليه السلام للملائكة اشهدوا حتّى اتى قومه- وروى ان الملائكة جاءوا الى بيت لوط عليه السلام ولقوه فى داره ولم يعلم بذلك أحد الا اهل بيت لوط- فخرجت امرأته فاخبرت قومها وقالت ان فى بيت لوط رجالا ما رايت مثل وجوههم قط-.

وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ قال ابن عباس وقتادة يسرعون- وقال مجاهد يهرولون وقال الحسن مشيء بين مشيئين- وقال شمر بن عطية بين الهرولة والجفر- وفى القاموس مشيء فى اضطراب وسرعة- وبناء الفعل للمفعول للدلالة على كمال الاسراع والاضطراب- فالمعنى يسرعون اليه كمال اسراع كانهم يدفعون الى الاسراع وذلك لكمال طلبهم للفاحشة وَمِنْ قَبْلُ ذلك الوقت كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ كانوا يأتون الرجال فى ادبارهم ويعملون الفواحش فتمرّنوا بها ولم يستحيوا منها حتّى جاءوا يهرعون لها مجاهرين قالَ لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا انهم غلمان يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي يعنى فتزوجوهن وكانوا يطلبونهن قبل فلا يجيبهم لخبثهم وعدم كفائتهم- لا لحرمة المسلمات على الكفار فانه شرع طار- وكان فى ذلك الوقت تزويج المسلمة من الكافر جائزا- كما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه من عتبه بن ابى لهب وابى العاص بن الربيع قبل الوحى وكانا كافرين- وقال الحسين بن الفضل عرض بناته عليهم بشرط الإسلام- وقال مجاهد وسعيد بن جبير قوله هؤلاء بناتي أراد به «١» نساءهم وأضاف الى نفسه لان كل نبى ابو أمته- وفى قراءة أبيّ بن كعب النّبىّ اولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امّهاتهم وهو اب لّهم- وهذا القول يرجح من حيث المعنى بان ابنتيه لا تصلحان


(١) وفى الأصل أراد نساءهم

<<  <  ج: ص:  >  >>