للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلال الذات وكمال الصفات المنزه عن الشريك فى الالوهية وفى شيء من الممكنات الْقَهَّارِ (١٦) الذي قهر الخلق بالموت وبالتصرف فيها بما أراد.

رواه يعنى كون السؤال والجواب من الله بعد فناء الخلق قبل البعث ابو هريرة فى حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه الطبراني فى المطولات وابو يعلى فى مسنده والبيهقي فى البعث وغيرهم واخرج ابن ابى داود فى البعث عن ابى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادى مناد بين الصيحة يا ايّها الناس أتاكم الساعة ومدّ بها صوته يسمعها الاحياء والأموات وينزل الله الى السماء الدنيا ثم ينادى مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار- واخرج البيهقي عن انس دفعه فى قوله تعالى ونفخ فى الصّور الاية فكان ممّن استثنى الله ثلاثة جبرئيل وميكائيل وملك الموت فيقول الله (وهو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول وجهك الباقي الكريم وعبدك جبرئيل وميكائيل وملك الموت فيقول توف نفس ميكائيل ثم يقول (وهو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الباقي الكريم وعبدك جبرئيل وملك الموت فيقول توف نفس جبرئيل ثم يقول (وهو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت فيقول مت ثم ينادى انا بدأت الخلق ثم أعيده اين الجبارون المتكبرون ثم ينادى لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول هو لله الواحد القهّار ثم ينفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون- وسياق الاية يقتضى انه حكاية لما يسئل عنه فى ذلك اليوم بعد احياء الخلق يوم هم بارزون او حكاية لما دلّ عليه ظاهر الحال فى ذلك الوقت من زوال الأسباب وارتفاع الوسائط وسلب الاضافة المجازى للملك والحكم الى غيره تعالى واما حقيقة الحال فناطقة بذلك دائما.

الْيَوْمَ يعنى حين يسلب الملك المجازى من غيره تعالى ويكون الملك خاصة له ظاهرا كما هوله خاصة دائما على الحقيقة تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ بنقص الثواب وزيادة العقاب بناء على الوعد ولان الحاكم حينئذ هو الله وحده ولا يتصور منه الظلم لان الظلم ما يفعله أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>