للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امر بالفلق فيكشف عن سقر وهى غطاءها فيخرج منه نار فاذا وصلت الى البحر المطبق على شفير جهنم وهو البحر المسجور اسرع من طرفة عين وهو حاجزيين جهنم والأرضين السبع فيدعها جمرة واحدة وقال مجاهد والكلبي المسجور المملو ويقال سجرت الإناء إذا ملاته وقال الحسن وقتادة وابو العالية هو اليابس الذي قد ذهب ماءه وقال الربيع بن انس المختلط العذب بالملح وروى الضحاك عن النزال بن سيرة عن على رض انه قال فى البحر المسجور وهو بحر تحت العرش عمقه كما بين سبع سموات الى سبع ارضين فيه ماء غليظ يقال له بحر الحيوان يمطر العباد بعد النفخة الاولى منه أربعون صباحا فينبتون فى قبورهم وهذا قول مقاتل اقسم الله تعالى بهذه الأشياء وجواب القسم.

إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ بالكفار.

ما لَهُ مِنْ دافِعٍ يدفعه الجملة صفة الواقع قال جبير بن مطعم قدمت المدينة لا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أسارى بدر فدفعت اليه وهو يصلى بأصحابه المغرب وصوته يخرج من المسجد فسمعته يقرأ والطور الى قوله ان عذاب ربك لواقع ماله من دافع فكانما صدع قلبى حين سمعته ولم أكن اسلم يومئذ قال فاسلمت خوفا من نزول العذاب وما كنت أظن الا ان أقوم من مكانى حتى يقع بي العذاب.

يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً اى تدور كدور ان الرحى وتنكفا باهلها تكفاء السفينة وقال قتادة تتحرك وقال عطاء الخراسانى تختلف اجزاءها بعضها فى بعض وقيل تضطرب وكل ذلك جاء معانى مور فى اللغة الذهاب المجيء والتردد والدوران والاضطراب كذا فى القاموس وهذه الاية تدل على ان السماء غير متحرك كالارض والجبال خلافا للفلاسفة والظرف متعلق لواقع.

وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً عطف على تمور يعنى تسير عن وجه الأرض فتصير هباء.

فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ اى إذا وقع ذلك الفاء للسببية فان وقوع العذاب الغير المدفوع سبب للويل لِلْمُكَذِّبِينَ بالعذاب.

الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ غافلين لاهين.

يَوْمَ يُدَعُّونَ بدل من يوم تمور الى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا اى دفعا بعنف وجفوة وذلك ان خزنة جهنم يغسلون أيديهم الى أعناقهم ويجمعون نواصيهم الى أقدامهم تم يدفعون الى النار دفعا على وجوههم ويزعجون إزعاجا حتى إذا دنوا منها يقول لهم خزنتها.

هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ وجاز ان يكون يوم يدعون ظرفا ليقول مقدر هاهنا وهذه الجملة بتقدير يقول لهم حال من المكذبين.

أَفَسِحْرٌ هذا عطف على هذه النار التي كنتم بها تكذبون والاستفهام للانكار والتوبيخ والفاء للتعقيب

<<  <  ج: ص:  >  >>